المملكة العربية السعودية الحبيبة نعيش فيها، لكنها تعيش فينا، نتنفس من هواها، ونتعلم من بهائها، وتتألق المملكة كالمهرة التي تُزين الساحة، في سماء الثقافة والإبداع والقيم والعلم، وأماكنها المتفردة المتميزة حيث السكينة، والراحة والصفاء. لا أستطيع حصر بهاء الأماكن المتفردة في المملكة، من أين أبدأ الكلام؟ هل من مكة؟ وما أدراك ما مكة؟ سيدة كل المدن، وفيها البيت الحرام، وبركة المكان، مصداقًا لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ)، مكة أحب أرض الله إلى الله كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مكة وفيها دعوة نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم، حينما دعا لمكة، بسم الله الرحمن الرحيم (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، المدينة؟ وما أدراك ما المدينة المنورة؟ طيبة، طابت باستقبال رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة، والحرم المدني ومسجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفضله العظيم لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام”. الرياض؟ وما أدراك ما الرياض؟ الجمال والبهاء، الأصالة والحداثة، الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الحبيبة، والتي تقع في قلب شبه الجزيرة العربية فوق هضبة نجد، ومقوماتها التاريخية، والسياحية، والتراثية العديدة والتي لا يضاهيها تفرد كالمتحف الوطني السعودي، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومركز الملك فهد الثقافي، وقصر المصمك، والجامع الكبير، حي طريف بالدرعية التراثي وتصدره ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو، وتألقها السياسي والاقتصادي والرياضي والعلمي، وتفردها في مجالات طبية عديدة، فقد أضحت الرياض مركزًا عالميًا في مجال عمليات فصل التوائم الملتصقة. الرياض والعمران الأصيل الحديث، والمنتزهات والحدائق الغنّاء والمساحات الخضراء التي تتلألأ، وتزهو الرياض في المنطقة الوسطى (القصيم وعلمائها وإنتاجها الوفير، حائل وكرمها الأصيل، ومزارعها ذات الثمر الجميل)، وتبهجنا الرياض بمدنها ومحافظاتها العريقة. الرياض والرياضة العربية الأصيلة ومهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وسباق مزاين الإبل، ومهرجان الجواد العربي الأصيل، ومهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، والذي يقام في شهر ديسمبر من كل عام وينظمه نادي الصقور الرياضي بمنطقة ملهم بالرياض، ويعد المهرجان الأكبر من نوعه على مستوى العالم، وجميل الأخبار بفوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، الرياض وما أدراك ما الرياض؟ لقد قال فيها الأدباء والزوار والشعراء أجمل الكلمات والأبيات، أغليك يا الرياض ولا يتسع المقال لذكر جميع محاسنك. جدة؟ وما أدراك ما جدة؟ جميلة المنطقة الغربية، وكما يقولون جدة غير، وهواها غير، وبحرها الأحمر الذي تتزين به جدة غير، ميناء جدة الإسلامي غير، جامعة المؤسس التي تصدح بالعلم في سماء الإبداع غير، جامعة المؤسس؟ وما أدراك ما جامعة المؤسس؟ تحمل اسم مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، جامعة المؤسس غير، من أفضل (200) جامعة للعام 2024 وفقًا لتصنيف شنغهاي، واحتوائها لأكثر من ٢٢ كلية وتألقها البديع غير. مناطق المملكة العربية السعودية واتساعها جغرافيًا وتنوعها، ولا تسعفني الكلمات لحصر جميع مناطق المملكة، هل أتحدث عن المنطقة الشرقية، جميلة التقدم والازدهار، وتربع شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية في قلب المنطقة الشرقية والساحة العربية والعالمية، والجبيل الصناعية ومصانعها المتقدمة، وواحة الأحساء أكبر واحات النخيل الطبيعية في العالم، الطائف عروس المصائف، مدينة الهواء الجميل في المنطقة الغربية، والورد الطائفي البهيج، أبها مهرة الجنوب وهواؤها العليل، وتنوعها السياحي التراثي البهيج، وتفرد مناطق الجنوب بطبيعة صدّاحة وأصالة فوّاحة. منطقة الشمال؟ وما أدراك ما الشمال؟ الموقع الاستراتيجي، والثروات الطبيعية، والمزارع المترامية الأطراف المتلألئة في سماء منطقة الشمال، وتراثها الثقافي، والعادات والتقاليد الجميلة، والحضارة والعمران. وجميل العبارات الترحيبية المضيافة («مرحبًا هيل»، «حياكم الله»، «هلا وغلا»، «سَمّي»، «هلاً وسهلاً»، «مرحبًا مليون»، «هلا ومسهلا»، «أرحبوا»، «يا الله حيّه»…) في المملكة العربية السعودية، المهرة التي تُزين الساحة، يتجسد التراحم بين المقيم والمواطن، والزائر والسائح، والكرم العربي الأصيل، وكأنك فيه عاشق. المملكة العربية السعودية الحبيبة، كتبت مقالتي من قلب إنسانة مصرية محبة للعراقة والأصالة العربية المتجسدة فيك يا السعودية. المملكة العربية السعودية التي نعيش فيها، وتعيش في قلوبنا، لا تكفي كلماتي للحديث عن جميل صنيعك ومناقبك وتفردك وأماكنك ومدنك الفريدة، لكن يتسع القلب لاحتضان حبك وندعو لك في كل زمان ومكان، لأنك حقًا تعيشين فينا، ونعيش فيك، ونتنفس هواك.