×
محافظة المدينة المنورة

مِنح لأبناء وبنات أفغانستان - د. محمد عبدالله الخازم

صورة الخبر

لست كاتباً سياسياً، لذلك أود التنبيه مقدماً بأن هذا المقال لا يمثِّل موقفاً سياسياً ولا علاقة له بأحداث السياسة. وإنما أكتبه، عطفاً على التصريحات الأخيرة المتضمنة «تأكيد السعودية موقفها الثابت والداعم لأمن واستقرار أفغانستان، مشددة على أهمية احترام سيادتها ووحدة أراضيها، معربة عن قلقها إزاء التحديات الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها الشعب الأفغاني، مشيرة إلى ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي؛ لتقديم الدعم اللازم والإغاثة الفورية، والحد من معاناة الشعب، وضمان حقوق النساء والفتيات». وأشير كذلك إلى مقال الكاتبة بشرى السباعي (عكاظ 18-4-2025) بعنوان «مِنح دراسية سعودية للأفغانيات». المملكة العربية السعودية، على مدى تاريخها كانت مصدر إلهام وتعليم ودعم للدول الإسلامية، ونلحظ ذلك الأمر تعليمياً من خلال البعثات الدراسية للطلاب من مختلف الدول الإسلامية. بل إن هناك جامعات سخرت جهودها لهذا الشأن، مثل الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والعديد من الجامعات لديها معاهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أو معاهد خارج المملكة، وغير ذلك من الجهود، بل إنه وتعزيزاً لهذا الدور، تجاوبت الجهات الدبلوماسية وذات العلاقة مع جهود التعليم فأصبح هناك نظام (فيز) لغرض الدراسة تمنح للطلاب الأجانب الدارسين في المملكة. أقترح وبلادنا رائدة العالم الإسلامي ومتميزة في الفعل الإنساني على المستوى الإسلامي والعالمي بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين -رعاه الله- بفتح مساراً مكثفاً لاستقطاب الطلاب والطالبات من أفغانستان للدراسة في مختلف الجامعات والمدارس السعودية في كافة التخصصات وليس فقط التخصصات الإسلامية والعربية. مع التأكيد على أنني لا أنكر أية جهود في هذا الشأن، لكنني أعزِّز الفكرة وأطمح في رؤيتها بشكل أكبر وأوضح. ودائماً عندما نوجه مثل هذه الدعوة نستحضر مساهمات المملكة الإنسانية في كافة الدول، ونقدّر جهود خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وهي مشهودة منذ كان أميراً للرياض، راعياً وداعماً لكثير من حملات الإغاثة والأعمال الإنسانية في مختلف الدول العربية والإسلامية وغيرها. أركز هنا على الدافع الإنساني والعمل الإنساني، لأنني لست خبيراً ولا علاقة لي بالسياسة ومدى استحقاق حكومات مختلف الدول للدعم من عدمه. رغم ذلك فالأمر يعد جزءاً مهماً من الدبلوماسية الناعمة وسيكون له الأثر الكبير، في ظل تنافس الدول نحو تحقيق مصالح سياسية على المدى القصير والمدى البعيد. يوماً ما، سيعود هذا البلد المرهق للاستقرار فيتذكر أبناؤه رعايتنا ووقوفنا بجانبهم، من مبدأ الأخوة والإنسانية، قبل المصالح... أخيراً، لعله يكون مساراً يوثّق ويبرز على المستوى الأممي، ليكون ضمن سجل بلادنا الذهبي في مجال الأعمال الإنسانية، بصفة عامة ولأبناء وبنات البلد الإسلامي، أفغانستان، بصفة خاصة. حفظ الله بلادنا، مصدر دعم ومؤازرة للإنسانية كافة.