العبارة مسموعة في نجد أواسط الصيف وشدة الحرّ، وكأن الصيف من شدة حرّه قدر يغلى. وعادة ترتبط أسماء الفصول بما يصل إلى المعدة ومثلهُ تعبير «صبّغ اللون» و»طبّخ العنب» هل الحجاز لا يتحدثون عن التمر.. إلا القليل وأهل الأحساء تحدثوا عم، كان التمر غذاءً رئيسياً في الماضي، خاصة في مناطق مثل شبه الجزيرة العربية، حيث كان يشكل جزءاً أساسياً من النظام الغذائي. وقد ورد ذكر التمر في الأحاديث النبوية كطعام مبارك وذو فوائد صحية متعددة عنه عن معرفة ودراية ومهنية وأهل نجد تحدثوا عنه بمحبة.. وولع وشغف وعلاقة ورابطة ومع الأخيرين الحق.. فقد كانت التمرة عماد غذاء. ومالكها ـ أي النخلة ـ هو صاحب الغنى واليسار والوفرة وعرفنا التمر بأنه السهل الهين في صبره ونقله وليس عليه تاريخ صلاحية.. ! وعرفناه أيضاً بأنه سهل التناول، بسيط.. وضرب الشاعر مثلاً بسهولة أكله لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا وقلت سابقاً أن هذه المادة الغذائية الوفيرة بكل عناصر الاقاتة والاغتذاء لا تحمل تاريخ صلاحية.. رغم أن اسمها بالانجليزي يوحي بمعنى الديمومة والاستمرار «DATES».والكلمة الانجليزية «DATE» تعني أيضاً عند الغربيين شخصاً من الجنس الآخر يكون المرء معه على موعد غرامي هل لا حظتم ان المسألة حميمية؟ وكلمة «Date» بمعنى التمر لها أصول لغوية وهي ليست انجليزية، وإنما جاءت من اليونانية «Daktulos» بمعنى «الأصبع» لأن شكل التمرة يقارب شكل الأصبع. ومهما قلنا عن أسرار حبنا للنخلة فلن نتغاضى عن كونها رائحة الفَرَج والارتياح والإسعاف والإعانة لمريم ابنة عمران أن تهز بجذع النخلة. ويقول أبو ماضي أيضاً: أحببت حتى الشوك في صحرائها الـلابـس الورق اليبيس تنسكا هـو آدم الـصحراء أدركه الحيا أين الصحارى قد تحضر وارتقى وعـشـقت حتى نخلها المتكبرا والـشـمخر إلى السماء تجبرا يـا حـسـنـه متبديا متحضر