تُعدّ محافظة حفر الباطن من أبرز المناطق الغنية بالمواهب الكروية الشابة، حيث يزدهر فيها جيل بعد آخر من اللاعبين الذين يتمتعون بمهارات فنية عالية، وطموحات كبيرة، وشغف عميق بكرة القدم. وفي كل حيّ وساحة وملعب رملي، نجد طاقات تستحق أن تُكتشف وتُمنح الفرصة لتأخذ مكانها في ساحة الرياضة الوطنية. ورغم هذا الزخم الواعد، لا تزال تلك المواهب تعاني من ضعف في الاحتضان، وقلة في الفرص، وغياب الدعم المؤسسي المنهجي الذي يكفل تنميتها وتوجيهها بالشكل الأمثل. وهذا ما يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة تجاه شباب المحافظة، الذين لا يحتاجون أكثر من منصة حقيقية تُظهر إمكاناتهم، وتفتح أمامهم أبواب الاحتراف والمنافسة. إن الاستثمار في الكفاءات الرياضية الناشئة ليس ترفًا، بل هو أحد ركائز التنمية الاجتماعية والرياضية. ومن هنا، تبرز أهمية تفعيل دور الأكاديميات الرياضية، ودعمها من الجهات المختصة، وتوفير بيئة تدريبية متكاملة تضم مدربين مؤهلين، وملاعب مجهزة، وبرامج تطوير مستدامة. لقد أثبتت التجارب أن كثيرًا من نجوم الكرة السعودية، خرجوا من مدن لم تكن تحظى سابقًا بالاهتمام، لكن حين أُتيحت لهم الفرصة، أبدعوا وأثبتوا جدارتهم في أعرق الأندية. وحفرالباطن ليست استثناءً، بل تملك رصيدًا من الحب الجماهيري والتاريخ الرياضي والنماذج المضيئة التي تؤكد أن فيها الكثير من النجوم القادمين. ما نحتاجه اليوم هو شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، لتأسيس منظومة رياضية متكاملة تقوم على أسس علمية في الكشف عن المواهب، وصقلها، وتوجيهها للمسارات الاحترافية المناسبة. في الختام: فإن مواهب حفر الباطن الكروية تستحق أن ترى النور، وأن تُمنح فرصًا واضحة في ظل رؤية رياضية وطنية تؤمن بأن كل لاعب موهوب هو مشروع نجم، وكل دعم يُقدّم اليوم، هو استثمار في مجد رياضي قادم. abdalazizalrhaily@gmail.com