×
محافظة الأحساء

رفع شأن الوعي والمسؤولية بأهمية المياه الجوفية

صورة الخبر

أن يكون الاهتمام بالماء غاية عظمى في حياتنا. أن تكون جميع جهودنا موجهة لتحقيق هذه الغاية. ألا يصبح أمر الاهتمام بترشيد استخدام الماء شعارات بدون تطبيق. تفعيل الاهتمام بحاجة للعديد من الإجراءات على جميع الأصعدة، خاصة الجانب الاجتماعي. على كل فرد أن يدرك ويحمل، بشكل مستدام، هم الماء. أن يورثه كرسالة ذات أهمية. توفر الماء اصطناعيا لا يلغي وجود مشكلة ندرة مياه طبيعية في بلادنا، سقاها الله. الوعي بهذا الأمر يعزز الاهتمام بمياهنا الجوفية. توفر الماء في أي وقت نحتاج إليه، هدف حضاري. لتحقيق ذلك.. تبذل المملكة جهودا استثنائية، لا مثيل لها عبر التاريخ، نحتل المركز الأول على مستوى العالم في توفير مياه الشرب اصطناعيا بأغلى الأثمان. مع استعراض المصادر الاصطناعية المتاحة أمامنا نجد أنها تخضع لشروط قد تتعرض لخطأ بشري أيا كان نوعه. هذا يشكل تهديدا للحياة. ومع ذلك، عدم التخلي عن صناعة توفير الماء عن طريق أعذبة مياه البحار خيار حضاري في ظل ظروف ندرة المياه الطبيعية. الا تكون المصادر الاصطناعية على حساب إهمال أهمية المياه الطبيعية الجوفية، بشقيها المتجدد وغير المتجدد «الأحفوري». هذا ما أركز عليه، وأدعو لتحقيقه منذ أكثر من ثلاثة عقود. استثمار المياه الجوفية وفق رؤية، واستراتيجية، وخطط، وبرامج تحقق توازن يضمن استدامتها دون ضرر بمصالح أجيالنا القادمة في هذه المياه الجوفية. الزراعة هي المستهلك الأعظم للمياه الجوفية. أن نفكر في تحقيق استدامة المياه الجوفية وفق معايير ملزمة. منع الاستنزاف الجائر لهذه المياه الجوفية الاستراتيجية على زراعات عشوائية. حمايتها من النضوب ضرورة وليس ترفا. مررنا بتجربة قاسية أحدثت خللا بمخزون المياه الجوفية. الاستفادة من دروسها وعبرها ضرورة. وضعت كتابا بعنوان: [التوسع في زراعة القمح والشعير والاعلاف خلال خطط التنمية الخمس الأولى «1970 – 1995» وأثره على المياه الجوفية في المملكة العربية السعودية]. يوضح مدى خسارتنا من المياه الجوفية الثمينة على زراعات عشوائية غير مستدامة. أيضا وضعت كتابا آخر يسجل نتائج استنزاف المياه الجوفية الجائر خلال سنوات معدودة، وأثره على بعض المناطق التي كانت تشتهر بالعيون الفوارة. كنموذج تناول الكتاب أثر ذلك على وضع المياه في واحة الأحساء، وكانت رغم موقعها الصحراوي، أشهر واحة على مستوى العالم في كبر مساحتها وغناها بالمياه الفوارة الغزيرة. جاء الكتاب بعنوان: «الكارثة المغيبة نضوب مياه عيون واحة الأحساء». حقائق عشناها وعايشناها، تشكلت أمامنا بفعل الاستنزاف الجائر. تجاوزت توصيات جميع خطط التنمية السابقة، خاصة خطة التنمية الرابعة «1985». حذرت في وقته من العواقب. هذه الحقائق هي حزمة تحديات جديدة زادت من تفاقم مشكلة ندرة المياه الطبيعية في بلدنا حفظها الله. تجنب تجاهلنا لتحديات حقائق المياه له أبعاد إيجابية. توظيف دروس وعبر مراحل الاستنزاف الجائر خلال خطط التنمية الخمس الأولى السابقة له أبعاد إيجابية. الحد من التوسعات الزراعية غير الاقتصادية مع غياب الميزة النسبية له أبعاد إيجابية. هناك الكثير من حزم المسؤولية لصالح استدامة عطاء المياه الجوفية، منها رفع شأن الوعي بأهميتها. هذا ما سعيت لتحقيقه بواسطة العمل المتواصل طوال العقود الثلاثة الماضية. وضعتها لنفسي في «12» مؤلفا حتى الآن. ويستمر الحديث.