يمتد طريق بني سعد السياحي من محافظة الطائف جنوبًا حتى الباحة، مرورًا بمحافظة ميسان ومراكز ثقيف وبني مالك، حاملاً بين جنباته مشاهد طبيعية خلابة تُعد ثروة وطنية سياحية بامتياز. فالجبال المكسوّة بأشجار العرعر الشامخة، والغطاء النباتي المتنوع، والضباب الذي ينساب على الأودية ويتسلق قمم الجبال ويعانق السماء، والأمطار التي تتساقط طوال فصول السنة — كلها مشاهد تبهر الأبصار وتُبهج النفوس. وتُعد محافظة ميسان – بني سعد بوجه خاص من المناطق الغنية بالمحاصيل الزراعية المتنوعة، وأشهرها العنب البنيسعدي المعروف على مستوى المملكة. فهي بحق بستان مكة والطائف وجدة، لوحات ربانية تأسر الزوار وتشُدّ عشاق الطبيعة. لكن هذا الطريق الجميل تحوّل مع مرور الزمن إلى طريق معاناة، يرهق الأهالي والسائقين، ويحرم الزوار من متعة السفر عبره بسبب ضيق مساره وكثرة منعطفاته وخطورته المتزايدة، خصوصًا في مواسم الإجازات. ويُعد الطريق شريانًا حيويًا لأهالي بني سعد وميسان وثقيف وبني مالك، ومع ذلك يواجهون يوميًا مخاطر الحوادث ومشقة التنقل، حيث لم تعد بنيته التحتية قادرة على استيعاب النمو السكاني ولا الحركة المرورية والسياحية المتزايدة. أهالي هذه المحافظات والمراكز التابعة لها، ومعهم عشاق الطبيعة، يناشدون وزارة النقل والخدمات اللوجستية بسرعة توسعة الطريق وتطويره بما يحقق: 1. رفع مستوى السلامة المرورية. 2. تخفيف معاناة الأهالي اليومية. 3. دعم السياحة الداخلية عبر تسهيل الوصول إلى المواقع الطبيعية. 4. تحفيز الاستثمار والتنمية في القرى والمنتجعات الجبلية. إن توسعة طريق بني سعد ليست مطلبًا محليًا فحسب، بل مشروع وطني يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تضع السياحة وجودة الحياة في مقدمة أولوياتها. فبتطوير هذا الطريق، سيتحوّل من رمزٍ للمعاناة إلى معبرٍ للجمال والتنمية. ويبقى السؤال المتكرر: إلى متى سيبقى طريق بني سعد السياحي شاهدًا على معاناة عابريه؟ نحن على ثقة بأن وزارة النقل ستستجيب، وتكتب لهذا الطريق فصلًا جديدًا من الأمان والازدهار، ليتحوّل من همٍّ يومي إلى قصة نجاح وطنية. وهناك معاناة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي مطلب ملحّ لعابري الطريق يتمثل في استكمال إنارة الطريق، حيث لا تزال بعض أجزائه تعاني من غياب الإضاءة، وتحديدًا: 1. توصيل الإنارة من لحدب بالحارث حتى بني سعد. 2. استكمال الإنارة في الجزء المتبقي من طريق بني سعد – االدهامين – الدار الحمراء – والحد الآخر من نهاية الذبانيه بني سعد مفرق طريق الجنوب، لما فيه من وعورةٍ وخطورةٍ في الليل. كل هذه المعاناة مجتمعة هي مطالب أهالي محافظة ميسان من بني سعد حتى حدود الباحة. وأنا — ككاتب رأي — أنقل هذه المعاناة بكل صدق وشفافية، وأستشعر أن هذا واجب وطني وإنساني، آملاً أن يجد هذا المقال صداه لدى الجهات المعنية، وأن نرى قريبًا طريق بني سعد كما يليق بجمال المكان وكرامة الإنسان.