الافتتان بهذه التسميات «بلازا - سكوير - ... إلخ» هل هو مردود إلى هاجس الانتصار على السياحة العالمية؟ أم أنه فهمٌ معين لمستهدف صارم يقول: أحضرنا العالم إلى الوطن! هناك حُمّى مشتعلة في كافة مدننا تجاه تغريب مسميات المشاريع التي تستهدف جذب الإنسان وتحسين جودة حياته، وفي النهاية لم يعرف العشرات من الناس ماذا يرددون، ولم تخرج المفردة الغربية بنطقها الصحيح، ! وفي تحليل للتساؤل الأول إن كان انتشار هذه التسميات مردود إلى هاجس الانتصار على السياحة العالمية، أرى أن نجاحنا اليوم كبير ومشهود، سواء على صعيد الترفيه أو السياحة الموسمية، ولسنا بحاجة لتسميات مستعارة لنثبت واقعاً مشهودًا! ونعم، لم يتوقف تهافتنا على التجول في عواصم العالم خصوصا خلال الصيف، لكن أصبحت مدننا دون شك محطة جذب هامة لملايين الزوار والسائحين كل عام. وبالنسبة للتساؤل الذي يقول أن الوضع نتاج فهمٍ معين لمستهدف صارم يمكن بعده المجاهرة بأن هناك من نجح في إحضار العالم إلى الوطن! فهذا الواقع يشبه التجارب الساذجة لأزقة وأركان مدن الملاهي التي تُسمى بأسماء مدن ومعالم عالمية! أما نطاق المشاريع التي نتحدث عنها يتجاوز هذه الخانة الضيقة بمراحل مهولة، فهل من الإنصاف تسميتها بأسماء أجنبية؟ الجواب هو حتماً «لا». في المقابل، أعجبني كثيرًا تسميات المناطق في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، وهناك على سبيل المثال منطقة اسمها «المشراق»، والمشراق لمن لا يعرفه هو الحائط الشرقي الذي تطاله أشعة الشمس الدافئة عند إشراقها صباحا، وكان كبار السن في العظيمة نجد يجتمعون عنده للاستمتاع بتناقل الأخبار ورواية «السواليف» من الصباح الياكر، والرحيل قبل أن تشتد شمس الظهيرة الحارقة. وبهذا المثال يأتي التأكيد على القيمة السامية لمسألة الهوية ودورها في صناعة التفرّد وضمان الوصول النوعي؛ ومخزوننا الثقافي ثريّ للغاية بمفرداته الأصيلة، ناهيك عن لغتنا العربية التي لا ينضب بحرها المُغرق في العمق، وكل ما هو مطلوب التمهّل قبل الانجراف وراء كل ما يأتي به استشاري التطوير «مستر ديڤيد» وخصوصا في جانب التسميات المرتبطة بصناعة العلامة التجارية. abdullahsayel@gmail.com