أحيانًا يكون العمل ليس بالوقت الذي نقضيه، بل في الإنجاز الذي نصنعه، لقد سمِعنا بما يُسمى ببيئة العمل السّامة أو المسمُومة وبعضنا الآخر قد عَاش فيها أو مرت عليه. تُمثل الإدارة وبشكل خاص موظفُ الموارد البشرية دوراً كبيراً في نجاح بيئة العمل أو فشلها، وأحياناً لا يكون الخلل أيضاً في موظف الموارد البشرية، بل من أعلى منه وهو صاحب العمل المدير الذي تكون إدارته على الجميع سيئة، ومن ضمنهم الضغط على موظف الموارد البشرية ليظهر لنا بالصورة المألوفة في ذهن الجميع، إنَّ المدير الحقيقي هو من يصنع قادة لا أتباعاً. في هذه البيئة تقتل روح العمل والشغف والإبداع، بحيث لا تكون هناك إنتاجية من الموظف ولا تطور واضح في الشركة أو المؤسسة، في بيئة العمل السامة أول من يختار الرحيل هم الذين يُبدعون؛ لأن أرواحهم لا تحتمل القبح، وعقولهم لا تقبل العبث، ليبقى السيئون معاً في النهاية، يتكاثرون في العَتمة، بينما يرحل الأذكياء ليصنعوا نورهم في مكان آخر، الرحيل ليس هروباً، بل حفاظاً على ما تبقى من قيم ومبادئ. البيئة المسمومة أول وأهم علاماتها هو عدم وجود هدف واضح لها، فتجد فيها القيل والقال يكثُر، والمقارنات فلان أعلى مني أجراً أو منصباً وغيرها، أحياناً ما يُفسد هذه البيئة ليس ضعف الإدارة فحسب، بل كثرة الوجوه السامة فتجد في كل مكتب فيه أفعى تبتسم وتلدغ بنفس اللحظة، لا يُخفى علينا أن في هذه البيئة نتائج في تدهور الجانب النفسي للموظف من إرهاق وضعف التركيز والتوتر وتفكير مستمر في الاستقالة وغيرها الكثير كل هذا ليس في العمل فقط حتى خارجه تنعكس عليه في بيته ومع أهله وأصحابه، العلاقات السامة في بيئة العمل لا تُفسد الجو فحسب، بل تسرق الوقت والطاقة، الزملاء الذين يُشعلون التوتر بدل التعاون، يستهلكون أكثر مما يقدّمون. احمِ نفسك بالحدود، فليس كل صمت ضعف، ولا كل انسحاب هروب! ha.7la_111@hotmail.com