بحسب واس، شهدت مؤخرا مدينة الجبيل في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية هزة أرضية، وذلك بتاريخ «22» أبريل 2025م، كما أعلنت عنه هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وقد بلغت قوة الهزة حوالي «4.36» درجة على مقياس ريختر. ووقعت في الخليج العربي على بعد حوالي «55» كيلومترًا شرق الجبيل، في تمام الساعة «7:50» مساءً بعمق «10» كيلومترات. والحمد لله لم ترد تقارير عن أي أضرار بشرية أو مادية، ويُعتبر هذا الزلزال من الزلازل الخفيفة إلى المتوسطة، وقد يشعر به السكان دون أن يتسبب في أضرار كبيرة. والواقع أنها ثانية هزة تحدث خلال هذا الشهر «أبريل 2025م». فقد سُجلت هزة أرضية سابقة في «4» أبريل «2025م»، بقوة «4» إلى «4.4» درجة على مقياس ريختر، على بعد «55» كيلومترًا شرق الجبيل، بعمق «34.3» كيلومتر، في الساعة «2:39 فجرًا». والسبب وراء هذه الزلازل يرجع إلى الإجهادات التي تتعرض لها الصدوع القديمة الموجودة في منطقة الخليج العربي، التي تسببها حركة الصفيحة العربية واصطدامها بالصفيحة الأوراسية. وفي سياق حديثنا عن الأرض والظواهر التي نشعر بها ونشاهدها، فهناك أحداث قد تكون خارج إرادتنا، ولسنا السبب الرئيسي في التأثير عليها، كالبراكين والزلازل والاهتزازات الأرضية «كالتي ذكرنا أعلاه»، وسقوط النيازك. وأما الظواهر التي للإنسان يد فيها وبشكل مباشر، فهي مثل: التغيرات المناخية، الاحتباس الحراري، زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء، التلوث البيئي في البحار والأنهار، ثقب الأوزون، زيادة درجة حرارة الأرض، التصحر، قلة الغطاء النباتي، ذوبان الجليد بشكل غير طبيعي، وغيرها من المتغيرات البيئية. وكذلك بمناسبة الحديث عن الأرض، ففي هذا الشهر يوم عالمي يسمى «اليوم الدولي لأمنا الأرض»، والذي يوافق «22» أبريل، وهو محور مقالنا اليوم. وقد ذكرت هيئة الأمم في هذا الشأن: «تُطلق الأم الأرض نداءها الملحّ، وتحثّ على تنفيذ تدابير عاجلة. فالطبيعة في حال من التدهور؛ البحار ممتلئة بالمخلفات البلاستيكية وتزداد ملوحة وحموضة، والحرارة المفرطة والحرائق العارمة والفيضانات العنيفة أتت على استقرار عديد المجتمعات وأثّرت في ملايين الناس. ويُسهم التغيّر المناخي، والتغييرات التي يحدثها الإنسان في الطبيعة، فضلا عن الجرائم التي تعصف بالتنوّع البيولوجي... من هنا تبدأ الحاجة إلى استعادة نُظمنا الإيكولوجية». والجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية قد أطلقت مبادرتين هامتين للمحافظة على البيئة وهما: «السعودية الخضراء والشرق الوسط الأخضر»، تحت شعار: «سنقود الحقبة الخضراء القادمة، داخل المملكة وخارجها». وهي تهدف لرفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البرية. وبناءً على ما ذكرناه، يأتي السؤال الجوهري، وهو ما دوري ودورك كأفراد في هذه المعضلة؟ إن دورنا هو في الوعي بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية، والاهتمام بالبيئة، والترشيد في استهلاك الكهرباء والمياه، واستخدام طاقة صديقة للبيئة «كالألواح الشمسية مثلا»، والحرص على استخدام أجهزة ذات كفاءة عالية، والاهتمام بقضية إعادة التدوير، والحرص على نظافة الأماكن العامة، والشواطئ والمتنزهات وغيرها. وهذه الأفعال والسلوكيات لم تعد ثانوية أو من الكماليات، بل هي ضرورة مجتمعية وحضارية. @abdullaghannam