تأسست الهيئة الملكية للجبيل وينبع عام 1975 بعهد الملك خالد يرحمه الله، بهدف تطوير مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين على الخليج العربي والبحر الأحمر، وهي بداية في التفكير المبكر لتفادي أخطار الحروب في جهة واحدة، وأيضاً بهدف الانتقال إلى مدن الإنتاج، ثم توسع فكرة إنشاء المدن الإنتاجية الساحلية عبر تأسيس المدينة الصناعية في رأس الخير التعدينية في الخليج العربي، التي أضيفت عام 2009، ثم مدينة جازان الاقتصادية التي أضيفت عام 2015. لكن يبقى نقل النفط والغاز من شرقي المملكة إلى غربها عبر أنابيب النفط من آبار الشرقية مثل بقيق ومدن الخليج العربي الأخرى إلى ينبع على سواحل البحر الأحمر، تبقى أقوى أفكار الحماية والحفاظ على الاقتصاد العام، والأكثر أماناً من الأخطار، ففي عام 1980م نشبت الحرب بين إيران والعراق واستمرت حتى عام 1988 كادت تشل وتوقف صادرات النفط عبر الخليج العربي، والتهديد المستمر بإغلاق مضيق هرمز وتوقف تصدير النفط وبالتالي خنق دول شمال الخليج العربي دولة: الكويت، السعودية، البحرين، قطر، الإمارات، بالإضافة إلى العراق. وحرمانها من تصدير النفط والغاز باستثناء دولة عمان الواقعة جنوب مضيق هرمز، وكذلك حرمان العالم من كميات النفط والغاز التي تشكل نحو (20 %) من استهلاك العالم من النفط والغاز. من أهم الدول المتضررة من توقف إمداد النفط والغاز هي دول الخليج التي يتحول فيها إلى كساد، وأكثر المتضررين من النقص الصين ودول أوروبا. واليوم تعود الأحداث كما هي ولكن بين أطراف أخرى إسرائيل وإيران، بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو 2025 لتدمير المفاعل النووي والصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار، فالحرب مرشحة أن يزداد اشتعالها بدخول الحرب: أمريكا والدول الأوروبية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. التي تلتزم حتى الآن بالدفاع عن إسرائيل ولم تشارك بالهجوم. استطاعت المملكة مع بداية حرب الخليج إيران والعراق 1980م أن تصدر نفطها عبر شواطئ البحر الأحمر منقولاً عبر خط بري من بقيق شرقي المملكة في الخليج العربي إلى ينبع الصناعية بالبحر الأحمر: وهذا الناقل البري هو خط أنابيب النفط الخام بين الشرق والغرب، وهو خط أنبوب نفطي يخترق صحراء وسط المملكة تضاريس مركبة وصعبة عبر القطاع الرسوبي والدرع العربي، يبلغ طوله 746 ميل 1200 كيلومتر، ويمتد من حقل بقيق في الأحساء بالمنطقة الشرقية إلى مدينة ينبع الصناعية بمنطقة مكة المكرمة على البحر الأحمر. تم بناؤه خلال الحرب العراقية - الإيرانية. وتم تحويل الخط لنقل الغاز الطبيعي، وثم تحويله مرة أخرى لنقل النفط الخام. لديه طاقة استيعابية تقدر بـ 5 ملايين برميل يومياً. تكمن أهمية هذا الخط النفطي العملاق، كونه قادراً على نقل النفط السعودي دون المرور بمضيق هرمز الذي تهدد إيران بإغلاقه حال تعرض مصالحها لخطر كما يحدث الآن 2025.