×
محافظة الحائط

إسرائيل في حماية الفيتو الأمريكي - العقيد م. محمد بن فراج الشهري

صورة الخبر

قتلت إسرائيل أكثر من «60» ألفاً من أبناء وأطفال ونساء غزَّة، وأكثر من «100» ألف مصاب، ومعاق، وانهيار البنية التحتية والفوقية، وشردت الملايين الذين لا يعرفون أين ينامون ولا أين يصبحون قتلاً عمداً ، على مرأى ومسمع من كل دول العالم، والمصائب الكبرى، أقصد الدول الكبرى التي تشاهد وكأن المشهد لا يعنيها، ثم تقوم متثاقلة لتصدر بياناً يشجب أعمال إسرائيل وهو الشيء الذي تعودنا عليه منذ «70» عاماً دون أن يحدث ذلك أي تغيير، أما مجلس الأمن الدولي فلا وجود له في القضية الفلسطينية ولا في حرب غزَّة ولا في قتل الأبرياء، طالما أن (الفيتو) الأمريكي بانتظار قراراته، «إسرائيل» الدويلة الوحيدة في العالم التي تستطيع أن تشن أي اعتداء دون حساب، أو عقاب، والدليل ما قامت به على سكان غزَّة، ثم القيام بالعدوان المتكرر على إيران آخرها ما يشهده العالم الآن وعلى البث المباشر، لذلك فلن تتوقف إسرائيل عن شن أي عدوان حالي أو مستقبلي على أي دولة من دول الشرق الأوسط، أو أي دولة أخرى تعارض سياستها، وغطرستها، وانفلاتها بسبب عدم وجود من يحاسبها. لقد ارتكبت أمريكا أخطاء متعددة بحق الكثير من الشعوب المناهضة لسياسة العدوان المباشر من قبل إسرائيل وشجعتها على الانفلات، ودعمها بكل ما تملك واعتراضها على كل ما يصدره مجلس الأمن، وقبل دخولها وحربها إيران كانت تتدخل في شئون بلدان عربية أخرى مباشرة مثل لبنان وهي دولة مستقلة وعضو في المجتمع الدولي بحجج واهية لا تسمح لها باختراق دولة أخرى وعمل ما تريده دون حساب أو عقاب، وهذا الشيء تفعله في لبنان وسوريا يومياً، ولا تلتزم بأي قرارات، ولا بما يصدره مجلس الأمن إطلاقاً، والضمانات الأمريكية ما هي إلا تهريج وتسويق، فهي من تعطي إسرائيل الضوء الأخضر لكي تعمل ما تشاء، والحرب القائمة حالياً بين إسرائيل وإيران هي عدوان سافر واضح المعالم والرموز، إذ ليس من حق إسرائيل أن تفعل ما تشاء وتضرب بكل القوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط.. والعالم يتساءل وإلى متى تظل إسرائيل منفلتة بهذا الشكل، وإلى ستستمر أمريكا في تفعيل الفيتو لحماية إسرائيل، وإلى متى تظل أمريكا تغمض جفونها على جنون وعبث إسرائيل؟! الجواب واضح ومعروف لن تتوقف إسرائيل عن عدوانها وغطرستها وتدخلاتها في كثير من البلدان العربية، طالما أن أمريكا تقف بالمرصاد لأي قرارات لمجلس الأمن، ولهيئة الأمم بكافة فروعها وإدارتها، وللعالم كله، فما فعلته إسرائيل في «غزَّة» كافٍ لمعرفة الفشل الدولي الذريع في إيقاف قتل الأبرياء حتى وهم يتسابقون لرغيف الخبز في مناظر تقشعر لها الأنفس والأبدان، في مشهد مؤلم، ومؤسف في هذا القرن المريض، وهذا العالم العاجز عن إيقاف القتل المباشر، والدمار الشامل في «غزَّة» بالذات ثم في بقية المناطق المحتلّة وكذلك إيقاف العدوان غير المبرر على دولة عضو في مجلس الأمن، والدخول في العمق الإيراني، وقتل المسئولين، وتدمير المنشآت. وأياً كان الاختلاف مع أي دولة فلا يحق لدولة أخرى أن تقوم بالغزو المباشر لأي دولة أخرى، وهذا المتعارف عليه دولياً وضمن القرارات والاتفاقيات الدولية التي تمنع حدوث مثل هذا الأمر تحت أي عذر من الأعذار إلا بشروط يحددها مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، أما أن تقوم دولة بغزو دولة أخرى مباشرة ودون الالتزام بقرارات مجلس الأمن، وهيئة الأمم وما صدر بهذا الشأن من اتفاقيات دولية، فذلك عدوان على العالم كله، وما فعلته إسرائيل تجاه إيران ليس من حقها أن تقوم بهذا العدوان، فإذا كان الهدف السلاح النووي فلماذا لا تقوم هيبإخلاء سلاحها النووي، ولماذا يسمح لإسرائيل بحيازة السلاح النووي، ويمنع عن بقية الدول، لو كان مجلس الأمن محصناً وحر التصرف والقرار ما كان لإسرائيل أن تمتلك الأسلحة النووية، وتمنع امتلاكها لغيرها من دول المنطقة، إلا أن مجلس الأمن لا يستطيع أن يفعل شيئاً أو يقدم أو يؤخر في أي حرب أو ينهي أي صراع، والدليل واضح في «غزَّة» في تدخل إسرائيل اليومي في لبنان، وعلى سوريا وهما دولتان مستقلتان وأعضاء في مجلس الأمن، ولن يستطيع أحد أن يوقف عبث إسرائيل طالما أن أمريكا جاهزة لمنع أي حساب أو عقاب، بل وتسهل لها كل مطاليبها للعبث كيفما تشاء، وهذا والله مصيبة كبرى ابتلى بها العالم المسالم الذي يبحث عن العيش بسلام.. إسرائيل دويلة مارقة، وعلى العالم الحُر أن يبحث عن وسائل لكبح جماح هذه الدويلة، والحد من غطرستها وإلا فالقادم أبشع مما جرى ولن تتوقف الأمور عند هذا الحد. أقول إن إسرائيل في عذرها المتكرر الكاذب أنها تحارب من أجل حقها في الوجود أليس لسكان «غزَّة» حق في الوجود والعيش بسلام ولا هذا فقط يخص إسرائيل.. هل حق الوجود يفرض عليها مهاجمة الدول وقتل سكانها؟! باختصار شديد دويلة إسرائيل أصبحت شاذة ومكروهة في المجتمع الدولي والكل يلعنها شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، أما أمريكا فهي تخضع لما يصدر عن الدولة العميقة و»ترامب» أيضاً خاضع لها وحسم ما تراه وليس ما يراه هو؟!