تكاد تتحول الجبيل على الخليج العربي، إلى ساحل وميناء ومدينة صناعية تجارية لمنطقتي الرياض والقصيم، وتشكل رابطا محوريا شرق - غرب بين (4) مناطق هي: الشرقية والرياض والقصيم والمدينة المنورة. رابط للمياه، والكهرباء، والنفط والغاز، وناقل تجاري والسياحة والطرق البرية، ومستقبلا سكة الحديد، لأن طريق الجبيل - الرياض - القصيم - المدينة المنورة. سيكون موازيا للجسر البري الذي يربط مكة المكرمة وجدة - الرياض - الدمام، عبر الطريق البري الحالي، ومستقبلا عبر سكة الحديد والذي أعلن عنه مؤخرا. وفي هذا الإطار: وقّعت الهيئة السعودية للمياه اتفاقية تمويل مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وصندوق البنية التحتية الوطني، لدعم مشروع إستراتيجي في 27 يونيو 2025 يهدف إلى: إنشاء البنية التحتية لمنظومتي تحلية مياه البحر في الجبيل المرحلة الأولى والخبر المرحلة الثانية، بقيمة 2.43 مليار ريال. وفي تفاصيل البيان الإعلامي أن المشروع يستهدف تطوير منظومة إنتاج الجبيل المرحلة الأولى ومنظومة إنتاج الخبر المرحلة الثانية من تقنيات التحلية الحرارية متعددة المراحل إلى تقنية التناضح العكسي (RO)، بما يسهم في رفع كفاءة استهلاك الطاقة، وزيادة القدرة الإنتاجية للمياه، وإطالة العمر التشغيلي للمنظومتين بنحو (20) عامًا، وذلك دعمًا لمستهدفات المملكة في مجالي الاستدامة والمناخ ضمن رؤية السعودية 2030. أما تقنية التناضح العكسي فتعمل على عملية فصل الماء عن محلول ملحي مضغوط من خلال غشاء ولا يحتاج الأمر إلى تسخين أو تغيير في الشكل، والطاقة المطلوبة للتحلية هي لضغط مياه التغذية. وتعد تقنية التناضح العكسي حديثة مقارنة بالتقطير، وتعود للسبعينيات الميلادية الماضية، وتتكون التقنية من أربع مراحل، تبدأ: بمرحلة المعالجة الأولية، حيث تشتمل المرحلة الأولى على تصفية المياه من العوالق والكائنات الحية، بعد ذلك تَمر المياه بالمرحلة الثانية من العملية، وهي تطبيق ضغط يسمح بمرور المياه فقط، وإعاقة عبور الأملاح من خلال الغشاء، وتشتمل المرحلة الثالثة من تقنية التناضح العكسي على مجمع الأغشية، وله مواصفات محددة، منها قدرة الأغشية على تحمل فارق الضغط في الوعاء، وحجز الأملاح ونسبة مرور الماء العذب من خلالها. وتُركز المرحلة الرابعة الأخيرة، وهي مرحلة المعالجة النهائية على المحافظة على خواص الماء الكيميائية عن طريق إزالة غازات كـ»سلفيد الهيدروجين»، وتحسين قلوية المياه، وتجهيزه للتوزيع. هذه المشاريع على الخليج العربي تمثل محورا رئيسا لشمال وسط المملكة أولا لتغذية المنطقة الشرقية، ثم لتغذية المناطق الوسطى من المملكة لمنطقتي الرياض والقصيم تغذيتها بالمصادر الرئيسة الطاقة: المياه المحلاة، والكهرباء والنفط، والغاز، وكذلك التجارة الدولية عبر موانئ الخليج التصدير والاستيراد، والتنقل البري وعبر القطار، إضافة إلى مشاريع السياحة بين المناطق الثلاث.