منذ إطلاق برنامج جودة الحياة عام 2018م؛ الذي يُعنى بتهيئة البيئة اللازمة لاستحداث خيارات جديدة تعزِّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافيَّة والترفيهيَّة والرياضيَّة والسياحيَّة، ونحن نراقبُ طيفًا من البرامج التي تلامس تطوير أنماط الحياة، وتحسين البنية التحتيَّة في مختلف القطاعات؛ بهدف تهيئة البيئة الملائمة التي تعزِّز قابليَّة العيش. وقد برز من بين أهداف هذا البرنامج الحيوي، تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضيَّة، وتحقيق التميُّز في الرياضات الإقليميَّة والدوليَّة، من خلال التركيز على المواهب، واستضافة مختلف الفعاليَّات الرياضيَّة. وتفاعلًا مع هذا البرنامج النوعيِّ جاءت مبادرة «جدة تمشي»، التي أطلقتها أمانة جدَّة، وتمتد حتى 19 يوليو الجاري، بالتعاون مع وزارة الصحَّة، وفرع وزارة الرياضة، وتطبيق «تحدِّي المشي»، وذلك ضمن جهودها لتعزيز جودة الحياة، وتحفيز أفراد المجتمع على ممارسة النشاط البدنيِّ، بما يتواكب مع مستهدَفات رُؤية المملكة 2030 في تحسين نمط الحياة، وزيادة معدلات ممارسة الرياضة. وما بين «تحدِّي الـ60 دقيقة»، الذي يتيح للمشاركين المشي لمدة ساعة يوميًّا في أيِّ ممشى يختارونه، وبالوقت الذي يناسبهم، و»تحدِّي النقاط»، وهو نظام تحفيزي داخل التطبيق؛ يُمكِّن المشاركين من جمع النقاط باستخدام كاميرا الهاتف كل يوم سبت في المماشي الرئيسة، التي تشمل: ممشى حديقة الأمير ماجد، ممشى اليمامة، وممشى الحمدانيَّة. نقول: ما بين هاتين الفعاليتين المتميِّزتين، وغيرهما الكثير من البرامج والفعاليَّات الرياضيَّة والثقافيَّة والترفيهيَّة والبيئيَّة التي أطلقتها الأمانة، نقف أمام حزمة من المستهدَفات التي تلامس تعزيز الصحة العامة، والارتقاء بجودة الحياة، وتهيئة البيئة المستدامة التي تسهم في دعم الأنشطة المجتمعيَّة، وتعزِّز التفاعل بين مختلف الفئات، وتثري تجارب سكَّان وزوَّار المحافظة. ولعل تنظيم الأمانة -مؤخَّرًا- ملتقى «نحو المليون متطوِّع»؛ يؤكِّد فاعليَّة جهودها في خدمة المجتمع وتمكينه، ونشر ثقافة العمل التطوعيِّ تحقيقًا لمستهدَفات رُؤية المملكة 2030. وأمام هذه الجهود الملموسة لأمانة جدَّة؛ والتي تأتي امتدادًا لحرصها على تنظيم ودعم المبادرات المتميِّزة، التي تُعلي قيمة أهداف برنامج جودة الحياة، وتساهم في تعظيم أثره، لا يسعنا إلَّا أنَّ نتقدَّم بخالص الشكر لمعالي الأمين الأستاذ صالح بن علي التركي، ولجميع القائمين فيها على برامج المسؤوليَّة المجتمعيَّة، على جهودهم الملموسة في تحفيز المشاركة المجتمعيَّة من خلال تبنِّي مبادرات نوعيَّة؛ تسهم في تحسين نمط حياة السكَّان وتعزيز الترابط المجتمعيِّ. كما نثمِّن جهود الأمانة على إنشاء وتطوير مسارات المشي في مختلف أحياء المدينة، وتهيئتها وفق أعلى المعايير، لتكون بيئةً آمنةً وصحيَّةً ومشجِّعةً على ممارسة الرياضة، بكل ما يحمله ذلك من قيمة مجتمعيَّة، وأبعاد حضاريَّة، ودلالات ثقافيَّة.