BayianQs03@outlook.sa في قرية الطموح تعيش الأحلام سويًا في منازلها منذ سنوات، ويتقاسمون الحلوة، والمرة حتى أتت الأنانية إليهم. تأملت الأنانية خريطة قرية الطموح، واشتعلت الأفكار في رأسها بصناعة طرقاتٍ جديدة تفتح آفاقًا تتحدث عنها الأجيال، وتجاهلت وجود الأحلام، ومن أمام الشجرة التي تطل على القرية تتحدث الأنانية عن مشروعها الجديد الذي ستتربع على عرش الإنجاز بعد اكتماله، وهكذا ينظر ذوو النظرة الأحادية لتحقيق ما يريدونه دون الاكتراث للآخرين، ولهذا فالنجاح يكون ناقصًا. تجمهرت الأحلام حول الطموح، وتحدثوا عمَّا يريدون تحقيقه، وفي كل منزل تعيش الأحلام متكافتةً، فالأسرة تستثمر في أبنائها، وتكبر الأحلام معهم لتكون حقيقةً تتجسد في الواقع، فيظهر الأطباء، والمهندسون، وذوو التخصصات التي ستنير المستقبل بمصابيح الإبداع في شتى أقطابه، وسبق أن تسللت الأنانية إلى قلوب البعض منهم، وتحققت إنجازاتٌ كتب نهايتها من خذلتهم أحلامهم من أقرب الأقربين، ولأجل ذلك فالصعود على الجبل يتطلب دعم المتسلقين لبعضهم البعض. توسطت الأنانية القرية، وأخبرت الأحلام أن منازلهم ستزال حتى تتمكن هي من تحقيق هدفها، وأعطتهم بعض الأموال؛ ليشترو منازل أخرى، ورضخن للأمر الواقع، ومضين أمام الطموح، وقامت الأنانية بجلب المعدات، وهدمت المنازل، وسارعت في إتمام مشروعها، واستوطنت الأحلام قريةً أخرى، وتسرب اليأس إلى بعضهن، فتسابقن للجلوس على الرف، وتم المشروع، وتم افتتاحه، ونجح بالفعل. نجاح مشروع الأنانية كلفها الجري هربًا من سراب الأحلام، وبسبب تلعثماتها تأرجح النجاح نحو المجهول، وحلَّ التآزر محله، وحاول لملمة الأحلام، ولكن تراكمها على الرفوف أطفأ ضوءها، ولكنه بعث إليهم رسالة بكلمات الإصرار أيقظتها من سباتها، فجمعت شتاتها، ونهضن بلحظة هروب اليأس، وأثناء عودتهن إلى ديارهن لاحت ملامح الإنجاز الذي رسم الطموح صورته ببهجة.