×
محافظة الخبر

أخبار عربية بنفس غربي

صورة الخبر

ثمة مشهد لا يمكن تجاهله يتكرر كلما اشتعلت الأحداث في غزة أو غيرها من ساحات الصراع العربي–الإسرائيلي أو الساحات الأخرى. وسائل الإعلام العربية، برغم كثرتها، تتوقف مترددة، لا تملك زمام الخبر، ولا تصوغ الرواية. الخبر يأتي من هناك. من الآفاق البعيدة: من نيويورك، أو واشنطن. من تل أبيب. لندن، أو مدن غربية أخرى. والمتلقي العربي يأكل من مائدة غيره!! حين تستند القنوات ووسائل الإعلام العربية الأخرى إلى مواقع مثل أكسيوس ووول ستريت جورنال ونيويورك تايمز وواشنطن بوست، وتصبح مصادر متكررة في النشرات العربية، فنحن أمام أزمة أعمق من نقص الكفاءات. الإعلام ليس ناقلا محايدا بل هو جزء من المعركة، ومن يُسلّم قلمه لغيره، يخسر حقه في التأثير. لا نزال نعاني من قلة المراسلين. في غزة مراسلون عرب، قادرون على نقل الحقيقة. لكن الإعلام العربي - في غالب الأحيان- يفضل النقل عن «رويترز» و»بي بي سي» وغيرهما. النتيجة: نشرات أخبار عربية بنَفَس غربي، ورواية محلية تُروى بلسان الآخر. هل الإعلام العربي بلا مشروع. هو يردّ على الحدث، لكنه لا يصنع سياقه. يتحدث، لكنه لا يبني سردية. السؤال ليس في الوسائل، بل في الهدف: الاعتماد على وسائل الإعلام العربية بدلا من الوسائل الأجنبية لا يتحقق إلا إذا: بنينا شبكات مراسلين عربية حقيقية متعددة في الميدان. أنشأنا مراكز تحليل وسردية تفكك الرواية الغربية، وتبني أخرى عربية. دربنا الصحفيين على الفهم والتحليل، لا مجرد النقل. أنتجنا محتوى بلغات العالم، لنروي قصتنا بأنفسنا. الحروب لم تعد تخاض بالبندقية فقط بل بالكاميرا، والخبر، واختيار العنوان. ومن يخسر الرواية، يخسر معركته في الوعي العالمي، حتى لو انتصر على الأرض. نهاية: الفاعل لا ينقل الخبر فقط.. بل يكتبه. يحلله. يفهمه، و.. يعانقه. alfaleh222@yahoo.com