المملكة تؤكد التزامها بميثاق المستقبل للأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، هذا ما بدأ به الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة فهد البليهشي من خلال كلمة المملكة في منتدى الحكومات المحلية والإقليمية، الذي عُقد ضمن برنامج المنتدى السياسي رفيع المستوى لأهداف التنمية المستدامة 2025، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وتابع بأن هيئات تطوير المناطق والمدن وبرنامج جودة الحياة في المملكة تقوم بدور محوري في ترجمة أهداف التنمية المستدامة إلى واقعٍ ملموس، وأشار إلى أن ذلك يأتي انطلاقًا من رؤية المملكة 2030، بدعمٍ وتمكينٍ من القيادة الرشيدة، حيث تعمل هيئات التطوير على تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما أشار إلى ريادة منطقة المدينة المنورة في جهود توطين أهداف التنمية المستدامة، والتي تُوّجت بإصدار هيئة تطوير المنطقة «الاستعراضَ الطوعيَ المحلي» للمدينة المنورة لعام 2023، وتقرير حالة التنمية المستدامة لمنطقة المدينة المنورة لعام 2024، إضافةً إلى إطلاق إصدار أطلس حالة التنمية المستدامة بأحياء المدينة المنورة، الذي يعكس تطور الأداء المحلي في مختلف القطاعات، ويُبرز جهود المدينة في تحسين جودة الحياة لمواطنيها وزوارها، من خلال مشاريع ومبادرات تدعم الصحة والتعليم، والحفاظ على البيئة، وتعزيز الاقتصاد المحلي. تتجلى في هذه المبادرات رؤية المملكة التي تؤكد على أهمية التنمية المستدامة في بناء مستقبل مستقر ومزدهر. فالمدينة المنورة، بجوانبها الدينية والتاريخية والثقافية، لا تكتفي بدورها الديني فقط، بل تسعى لأن تكون نموذجًا حضريًا متطورًا يعكس رؤية وطن متقدم يواكب التحديات العالمية. في كلمة معالي أمين المدينة المنورة، تجلت أهمية الشراكة بين الحكومات المحلية والإقليمية مع المنظمات الدولية، في سبيل دعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مؤكدًا أن هذه الشراكة تُوفِّر منصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وتتيح للدول والحكومات المحلية التعلم من بعضهم البعض، مما يعزز من كفاءة التنفيذ، ويزيد من تأثير النتائج على أرض الواقع. كما أكد أن نجاح تنفيذ أهداف التنمية المستدامة يتطلب تكاتف جميع الجهات ذات العلاقة، فالتنمية المستدامة مسؤولية مشتركة يتوجب على الجميع المشاركة فيها بفعالية. ومن الناحية البيئية، تبنت المدينة العديد من المشاريع التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة المساحات الخضراء، وتحسين جودة الهواء، إلى جانب ترشيد استهلاك الموارد المائية والطاقة، وذلك ضمن إطار متكامل يجعل المدينة نموذجًا حضريًا صديقًا للبيئة. باختصار، خطاب معالي أمين المدينة المنورة في الأمم المتحدة لم يكن مجرد كلمة رسمية، بل كان إعلانًا واضحًا عن رؤية المملكة في جعل التنمية المستدامة واقعًا يُعاش في كل مدينة ومنطقة، وتأكيدًا على دور المدينة المنورة كنموذج عالمي يحتذى به في تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة. هذا الالتزام يجعل من المدينة المنورة مدينة المستقبل؛ التي تجمع بين عراقة التاريخ وروعة الحاضر، وتفتح أبوابها لمستقبل مزدهر يحقق طموحات الجميع، ويخدم رسالة السلام والمحبة التي تميِّزها. شكرا معالي الأمين -كما قالها سمو أمير المنطقة لك أمام الجميع-، وشكراً على اختيارك ضمن وفد المملكة، وأنت خير من يمثل المدينة المنورة بجهودك، والنقلات النوعية التي تمت على أرض الواقع خير شاهد وخير دليل، وننتظر المزيد من التقدم في مشروعات المنطقة، وسوف نحتفل معكم دائماً في ما يتحقق من نجاحات مستدامة.