×
محافظة العديد

النوم.. جندي مجهول يحرس صحتنا

صورة الخبر

لا يمكننا العيش بدونه، يزورنا كل يوم، يحبه الكبار ويعدل عن موعده الصغار، كما أنه سنة من سنن الله علينا جعله لباسًا لنا وراحة.. إنه النوم، الجندي الخفي خلف جودة الحياة اليومية لكن البعض منا لا يدرك الآثار المترتبة على نقص النوم المزمن على صحة الإنسان. بسبب أسلوب الحياة الحديث؛ أصبحنا نعاني من نقص النوم المزمن، جودة يومك عندما تستوفي حاجتك من النوم لا يشبه اليوم الذي سهرت فيه حتمًا، إنها ظاهرة تستحق منا الانتباه لكن ما لا نعلمه هو أن خلف هذه العادة المجتمعية تأثير عقلي ونفسي وجسدي سيء للغاية. عند استماعي لملخص كتاب لماذا ننام للأستاذ ناصر العقيل على منصة اليوتيوب، علمت حينها أن للسهر آثار سلبية جمة نرتكبها بحق أنفسنا، إن النتائج التي تترتب إثر السهر على المدى القريب والبعيد من أمراض لا أكاد أحصيها لذلك وجب التنويه. النوم ضرورة من ضروريات العيش مثله مثل حاجة الإنسان إلى الطعام والمأوى والملبس، هل تصدق أن تأثر الشخص الذي لم يحظ بقسط كافي من النوم الطبيعي على مدى أيام متتالية يشابه تأثير متناولي الكحول؟ اسأل نفسك، هل استيقظت اليوم على صوت المنبه؟ إذًا فأنت على الأرجح لم تأخذ كفايتك من النوم. بحسب ما ورد في موقع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن البقاء مستيقظًا لمدة 24 ساعة متواصلة يُسبب ضعفًا في الأداء يعادل وجود نسبة كحول في الدم تبلغ 0.10٪، وهي نسبة تفوق الحد القانوني المسموح به للقيادة في العديد من البلدان، وقد استندت هذه المعلومة إلى دراسة قارنت بين تأثير الحرمان من النوم وتأثير الكحول على الأداء المعرفي. كما يؤسفني جدًا حال كثير من الصغار هذه الأيام الذين ينامون النهار ويقومون الليل، كيف سيكون تأثير ذلك عليهم عندما يكبرون؟ حيث إن قلة النوم يقلص من مناطق التعلم والذاكرة في الدماغ، فضلاً عن فقدان الذاكرة الحديثة وموت الخلايا العصبية التي لا تعود ولا تتجدد، كل يوم لم تحظ فيه بكفايتك من النوم لا يمكنك تعويضه بأي شكل من الأشكال، ناهيك أن ضرر النوم تراكمي ولا يمكن تعويضه عبر الزمن، يقول د. ماثيو ووكر – أستاذ علم الأعصاب، ومؤلف كتاب لماذا ننام: "The shorter your sleep, the shorter your lifespan."(كلما قل نومك، قصرت حياتك). بالمقابل عندما نستعرض الرأي الآخر لهذا الموضوع نجد أن هناك اشخاص يعتقدون بأن الإنسان يستطيع الاكتفاء بعدد ساعات نوم أقل أو إنه بالإمكان تعويض ساعات النوم الفائتة لكن الحقيقة هي أنه لا توجد اي دراسات تثبت صحة هذا الكلام، بل على العكس تمامًا إلا في حال واحدة وهي حدوث طفرة جينية معينة. في الختام أستدل من القرآن الكريم بهذه الآيات من سورة النبأ {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}. النوم ليس رفاهية، بل ضرورة وحاجة وكل تفريط فيه نخسر في المقابل شيء من تركيزنا، جودة أيامنا، حتى صحتنا، هذا المقال ليس سوى محاولة متواضعة لإعادة التفكير في هذه الأمانة وإعطائها حقها وهي أنفسنا. shahadbinsalman30@gmail.com