زرت محافظة حفر الباطن وأنا متجه لدولة الكويت بعد انقطاع دام عشرين عاما، وأقمت فيها يومين في الذهاب ويومين في العودة، ولفت نظري التطور السريع الذي لم أعهده قبل عشرين عاما، وأذكر الأحياء غير معبدة وبعضها عشوائية، وبعد زيارتي الأخيرة لاحظت اختفاء هذه العشوائيات، رغم أني لم أتجول في كامل المحافظة لضيق الوقت، بمشاهدة الأحياء النظيفة، والبنية المتكاملة، والمجمعات التجارية الكبيرة، وشاهدت الصروح العلمية التي تغطي الأحياء وعلى رأسها جامعة الحفر، وهذه مفخرة وفرصة للتسلح بالعلم من قرب، وأيضا لاحظت الخدمات الطبية بمستشفياتها ومراكزها الصحية فنشكر قيادتنا لحرصها على سلامة المواطن والمقيم في هذه المحافظة، ولفت نظري تصاميم أغلب منازلهم ودواوينهم المفتوحة على مدار الساعة، وهذا دليل الكرم والرغبة في جذب الضيوف، والحفر يمتاز بتنوع ديموغرافي عريض متجانس أضفى على المحافظة ميزة جميلة، وهذا ساهم في نقل ثقافات دول متعددة، واستيراد منتجاتها بكل يسر وسهولة، مما شجع الدولة أن تختار محافظة حفر الباطن كمقر لأكبر مدينة للثروة الحيوانية في الشرق الأوسط بقيمة تسعة مليارات ريال، وسمو محافظ الحفر يدير ملفًا في غاية الحساسية والأهمية، وهو ملف تحول المحافظة من مدينة عادية إلى مدينة اقتصادية عملاقة جاذبة، ومصدره لعدة دول، فالحفر يمر بمرحلة مفصلية تتطلب سرعة وضع الخطط والدراسات الجدوى من قبل المستثمرين لاقتناص الفرص، وسمو محافظ محافظة حفر الباطن خير ربان لهذه السفينة، وأنا أراهن بتوجه رجال الأعمال والمطورين العقاريين لحفر الباطن للاستثمار فيها، فالحفر محافظة مستقبلها مشرق بإذن الله، وبيئتها بيئة استثمارية بامتياز، وما أسعدني أيضًا هو وجود الفعاليات الثقافية في المحافظة وارتباط المقاهي بمبادرة الشريك الأدبي التي تدعمها هيئة الأدب والنشر والترجمة وبلاشك أن الاهتمام بالجانب الثقافي من أهم مستهدفات رؤية المملكة 2030، فقيادتنا الحكيمة وضعت الرؤية بخططها ومستهدفاتها التي بلاحدود وبطموحات وتطلعات تتحقق كل يوم (مجتمع حيوي- اقتصاد مزدهر- وطن طموح)، والله ولي التوفيق.