×
محافظة الحائط

لا تكن أسير جهلك.. كن أبا ذر

صورة الخبر

البعض يحرم نفسه الكثير، والأسوأ عندما يرى أنه الأعلم فيمنع نفسه ويظل في دائرة جهله. عندما نقرأ سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم نجد قصة رواها البخاري عن صاحبها تبين عاقبة البحث عن الحق، فقد قال الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه: كنت رجلاً من غفار، فبلغنا أن رجلاً قد خرج بمكة يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل وكلمه، وائتنى بخبره، فانطلق فلقيه، ثم رجع، فقلت: ما عندك؟ فقال: والله، لقد رأيت رجلاً يأمر بالخير، وينهي عن الشر، فقلت له: لم تشفني من الخبر، فأخذت جراباً وعصا، ثم أقبلت إلى مكة. قال: فمر بي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: كأن الرجل غريب؟ قال: قلت: نعم. فقال – أبو الحسن بكرمه الرفيع-: فانطلق إلى المنزل، فانطلقت معه. فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء.قال: فمر بي عليّ فقال: أما نال للرجل يعرف منزله بعد؟قال: قلت: لا.قال: فانطلق معي، قال: فقال: ما أمرك؟ وما أقدمك هذه البلدة؟ قال: قلت له: إن كتمت عليّ أخبرتك، قال: فإني أفعل، قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي الله، فأرسلت أخي يكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه. فقال له: أما إنك قد رشدت. هذا وجهي إليه، ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحداً أخافه عليك قمت إلى الحائط كإني أصلح نعلى، وامض أنت، فمضى ومضيت معه حتى دخل، ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت له: اعرض عليّ الإسلام، فعرضه، فأسلمت مكاني، فقال لي: «يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل». فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم، فجئت إلى المسجد، وقريش فيه، فقلت: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ. فقاموا، فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب عليّ، ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلًا من غفار؟ ومتجركم وممركم على غفار، فأقلعوا عنى. فلما أن أصبحت الغد، رجعت، فقلت مثل ما قلت بالأمس، فصنع بي ما صنع بالأمس، فأدركني العباس، فأكب عليّ وقال مثل مقالته بالأمس. وثبت أبو ذر على الحق بعد بحثه عنه فنال سعادة الدارين، كن أبا ذر. aldabaan@hotmail.com