×
محافظة الدوادمي

د. الراشد الراصد لسجلنا التاريخي - د.عبدالعزيز الجار الله

صورة الخبر

تصادفت الحملات البغيضة ضد تاريخ الجزيرة العربية، وتاريخ المملكة العربية السعودية - التي تشكل 70 %من مساحة الجزيرة العربية - وعلى الشعب السعودي حيث وصف الإنسان والأرض: بالعراة، والحفاة والخيام، والإبل، وجماعة الصحراء والرمل، وأن جد أحدهم أكبر من تاريخ السعودية، تصادفت هذه الأحقاد والمغالطات مع إحدى المناسبات العلمية وثقافة إنسان وتاريخ هذه الأرض التي شكلت محور الشرق الأوسط والعالم القديم، المصادفة هي الحديث عن تاريخ السعودية في اللقاء الذي استضافه الأربعاء الماضي 22 أكتوبر 2025 رئيس الجمعية السعودية لكتّاب الرأي «رأي» الأستاذ علي بن أحمد الشدي في منزله ودعا إليه العديد من الآثاريين والمؤرخين والمثقفين للاحتفاء ولتكريم الدكتور سعد عبدالعزيز الراشد، عالم الآثار السعودي، الذي مُنح جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية عام 1446هـ- 2025م. وكان د. الراشد قد شغل مناصب ومهام إدارية في المجال الأكاديمي، وأشرف على الحفائر الأثرية في مدينة «الربذة الإسلامية»، له مؤلفات عدة بمجال الآثار وتاريخ الجزيرة العربية. وكان جانباً من النقاش تناول أقدم مستوطنات المملكة مستوطنة الشويحطية، وهي قرية تقع في منطقة الجوف شمال السعودية، شمال غرب مدينة سكاكا بها موقع أثري يعد أقدم مكان استوطنه الإنسان في شبه الجزيرة العربية، يضم 16 مستوطنة يصل عمرها إلى مليون وثلاثمائة ألف سنة قبل الميلاد. كما تناول النقاش موقع صفاقة حيث قالت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في إصدار لها عام 1424 هـ: «وقد دلت الاكتشافات الأثرية الأخيرة على أن المملكة العربية السعودية قد استقر بها الإنسان الأول على نطاق واسع، حيث تم الكشف على دلائل فعلية لوجود مواقع أثرية ترجع إلى نحو 750.000 سنة قبل الميلاد (العصر الحجري القديم) وتتمثل في الأدوات الحجرية التي وجدت في مواقع صفاقة». وورد في كتاب منطقة الرياض دراسة تاريخية وجغرافية واجتماعية: «وفي عام 1402 هـ الموافق 1982م أجريت حفرية في موقع من مواقع وادي صفاقة في محافظة الدوادمي بإشراف نورمان هويلن نتج عنها اكتشاف موقع يعود إلى الفترة الآشولية أي قبل ما يقارب ثلاثمائة ألف سنة». د. سعد الراشد عمل بعد نيله درجة الدكتوراه من بريطانيا عام 1977م مع علماء، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، والباحثين عملوا على حراسة هذه الأرض المباركة حراسا للآثار والتاريخ زمن الطفرة الحضارية والاقتصادية 1975-1980 حينها كان المجتمع مشغولا بالعقار والاستثمار والاستفادة من عوائد النفط الكبيرة، إذ قفز برميل النفط من 10 دولارات إلى 35 ووصل 70 دولارا، وبالمقابل كان حراس الآثار والتاريخ جيل د. سعد الراشد، والجيل الذين سبقوه جيل الستينيات د. عبدالرحمن الانصاري ود. عبدالله حسن مصري كان يعمل جيل الأنصاري والراشد في مخيمات في الصحراء وفي أعالي الجبال ووسط الكثبان الرملية وفي السباخ المالحة وسمرة الحرات البركانية، يعملون في ظهيرة أغسطس الحارقة، وبرودة يناير التي تجمد أطراف اليد والقدم، وبالمقابل غيرهم من زملائهم في موقع آخر بمكاتب فارهة ومبان زجاجية واستثمارات لا تتوقف. هذا الجهد العقلي والبدني الذي قدمه الأنصاري، وعبدالله حسن، والراشد، ود. أحمد الزيلعي وبقية العلماء والأساتذة، هو -بعد توفيق الله- قدم لنا سجلا يعود إلى: الكشف عن 16 مستوطنة يصل عمرها إلى مليون وثلاثمائة ألف سنة قبل الميلاد في الشويحطية بالجوف، ومسح مواقع أثرية ترجع إلى نحو 750.000 سنة قبل الميلاد في صفاقة بالدوادمي، وأيضاً حفرية موقع صفاقة يعود إلى الفترة الآشولية أي قبل ما يقارب ثلاثمائة ألف سنة. هذا الجهد يغيب عن الإعلام، مما يشجع الآخرين على رمي أشجارنا المثمرة بالحجر. شارك في مناقشة التكريم: د. أحمد الزيلعي، ود. عبدالله الشارخ، ود. مشلح المريخي، ود. محمد الذيبي، ود. خالد الأسمري.