يتوقع تقرير لبنك -جي بي مورغان- أن يستمر الذهب في الارتفاع لمدة ثلاث سنوات قادمة، بالطبع فهي مدة تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة وهذا التوقع بديهياً وكنا قد تحدثنا عنه سابقاً، ولكن أن يتوقع البنك ارتفاع سعر الذهب إلى 5055 دولاراً للأوقية بحلول الربع الرابع من عام 2026. وقد يصل إلى 6000 دولار بحلول عام 2028!!. هو توقع مثير للدهشة وللافتراضات، والأكثر غرابة، التقرير أشار إلى أن المستثمرين والبنوك المركزية يشترون حوالي 566 طناً من الذهب كل ربع سنة في المتوسط خلال عام 2026. وهو ما يزيد الشكوك حول المستقبل، فهذا الجنون الذي يصيب سوق الذهب، والارتفاع المبالغ فيه، كلها عوامل ترجح أن وراء الاكمة ما وراءها. خطة الرئيس ترامب هدفها خفض سعر الدولار فسخر لها الأسباب والتي أهمها رفع سعر الذهب الموازي لسعر الدولار، فهما طرفا علاقة عكسية إذا ارتفع سعر الذهب انخفض سعر الدولار، ترامب في حاجة لإصلاح سوقه المتأزمة وتنشيطها من خلال تسييل الدولار وليتحقق ذلك لابد أن تنخفض قيمة الدولار، وأدواته تكمن في شن حروب كلامية وتهديدات عالية اللهجة، وإعادة ترسيم الاتفاقيات، ونشر مخاوف. في الوقت الحالي تحقق الخطط الامريكية نجاحها نحو هدفين رفع أسعار الذهب مقابل خفض الدولار وتحقيق مرابحات للعملات المشفرة وتعدينها، ويبقى «الوقت الحالي» هو وقت ظرفي لا يعول عليه، إذ تشير بعض التقارير إلى أن استمرار ارتفاع الذهب بشكل كبير قد يؤدي إلى إضعاف الدولار وعجزه، كما أن ذلك قد يفقد المستثمرين ثقتهم به أو بالأصول الحكومية الأمريكية، مما يؤدي لانتكاسة للخطة الامريكية، ويساعد على هروب رؤوس الأموال وتراجع الطلب على سندات الخزانة الأميركية. لذا كانت هناك بعض الاستثناءات للاستثمارات الأجنبية على الأرض الأمريكية لضمانها، ولكن لا ضمان إذا تدهور الوضع، أما العملات المشفرة فلا تزال تحت مفهوم المضاربة لا يمكن الاعتماد عليها بال ذات فهي هشة رغم نموها.. أزمة الثقة هذه التي تتشكل اليوم قد تؤدي بشكل وارد جداً إلى ركود أو أزمة مالية متعسرة لا يمكن السيطرة عليها مستقبلا، حين يصل ضعف العملة الى مرحلة المخاطرة، فيعزف المضاربون عن الاستثمار فيها، أو ترتفع الأسعار العالمية وتعود أزمة التضخم وهذه المرة لحدث قائم وليس ظرفي، فالسوق يفقد ثقته تدريجياً ويلوذ بالذهب الآمن، وأزمة الثقة هذه قد تكبر ككرة نار. لا أعرف كيف يمكن أن يتم التلاعب في أسواق العالم بهذه الطريقة لتحقيق هدف محلي، ولكنه يبقى درس. hanamaki807@gmail.com