×
محافظة الأحساء

حين تتحول فكرة طالب سعودي إلى أثر عالمي

صورة الخبر

في كل مدرسة سعودية، هناك لحظة صغيرة لا يلاحظها الكثيرون: طالب يقف أمام سبورةٍ بيضاء، يرسم فكرة بسيطة يعتقد أنها "قد" تُحدث فرقاً. معلمة تضع بين يديه أدوات تجعله يكتشف أن العلم ليس مقرراً دراسياً فقط… بل وسيلة لتغيير الحياة. مجموعة طلاب تجمع نفايات البلاستيك داخل المدرسة، لا.. لأنها مهمة مدرسية، بل لأنها تؤمن بأن البيئة مسؤولية مشتركة. هذه اللحظات المتواضعة هي البذرة الأولى للابتكار. وهي نفسها التي تدفع اليوم مئات المدارس السعودية إلى بناء مشاريع في الطاقة المتجددة، وإعادة التدوير، والزراعة الذكية، وحلول المياه. وفي شركاتنا الوطنية، تتكرر القصة بصيغة مختلفة. مهندسون يبتكرون طرقاً لتقليل الانبعاثات، شركات ناشئة تصنع تقنيات جديدة لكفاءة الطاقة، فرق بحث تطوّر أدوات تجعل حياة الناس أسهل وأنظف وأكثر صحة. هذه ليست تفاصيل صغيرة؛ هذه ملامح مرحلة سعودية جديدة تضع الإنسان والبيئة في قلب التنمية. نافذة تفتحها جائزة زايد للاستدامة أمام العالم… وأمامنا جائزة زايد للاستدامة لم تعد مجرد منصة تمنح جوائز؛ لقد أصبحت ساحة عالمية تقف فيها مدارس وشركات من أكثر من 150 دولة، تستعرض أفكارها، وتتشارك حلولها، وتتنافس على تحسين حياة البشر. الجميل أن كثيراً من المشاريع التي تصل للنهائيات تبدأ مثلما تبدأ أفكار طلابنا: مشروع صغير… ولكن برؤية كبيرة. هذا العام، رأينا: • شركة كينية تنقل اللقاحات بأمان عبر ثلاجات شمسية، تخدم أكثر من مليون شخص. • شركة كورية تنتج بذور بطاطس خالية من الأمراض داخل مصانع زراعية ذكية تخدم 15 مليون إنسان. • مبادرة من رواندا توفر ماءً نقياً عبر أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية، تخدم أكثر من نصف مليون شخص. • شركة إسبانية تحوّل مخلفات الشعر البشري إلى أدوات لحماية التربة والبحر. وفي فئة المدارس للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصلت ثلاث مدارس عربية للنهائيات — مشاريع بدأت من كتب ومختبرات متواضعة، ثم أصبحت قصص نجاح. هذه النماذج تقول شيئاً واضحاً: لا تحتاج لتكون دولة عظمى لتصنع أثراً عظيماً. تحتاج فقط إلى فكرة… وإصرار. وماذا عن السعودية؟ لدينا شباب لا يقلون إبداعاً، ومدارس لا تقل جهداً، وشركات لا تقل طموحاً. والجائزة تمنح من يملك فكرة فرصة لتحويلها إلى أثر عبر دعم مالي يصل إلى مليون دولار للمؤسسات في فئات الصحة، الطاقة، الغذاء، المياه، والعمل المناخي. و150 ألف دولار للمدارس الثانوية لتنفيذ المشاريع التي يقودها الطلاب. هذه ليست جوائز رمزية. هذه استثمارات في حلول أثبتت أنها تغيّر حياة الناس فعلاً - كما حدث مع 128 فائزاً حتى اليوم: 11.4 مليون شخص حصلوا على مياه شرب آمنة، 54.1 مليون منزل حصل على طاقة مستدامة، 17 مليون شخص استفادوا من حلول غذائية أفضل، أكثر من 1.2 مليون شخص حصلوا على رعاية صحية ميسرة. أفكار بدأت بسيطة… وتحولت إلى أثر عالمي. من الأحساء إلى الطائف… ومن جدة إلى نجران قد يكون المشروع القادم - الذي سيصل للعالم - فكرة في دفتر طالب سعودي، أو نموذجاً في مختبر جامعي، أو تجربة داخل شركة ناشئة تبحث عن فرصة. وجائزة زايد للاستدامة تُعد اليوم إحدى أكبر النوافذ التي تتيح لهذه الأفكار أن تُسمَع. هي ليست منصة للجوائز فحسب، بل منصة للحلم، وللطموح، وللأفكار التي تتطلع لأن تصبح واقعاً. في النهاية… السعودية اليوم في قلب التحول العالمي نحو الاستدامة. وطلابها وشركاتها قادرون ليس فقط على المشاركة… بل على الريادة. كل ما تحتاجه أفكارنا هو نافذة ترى من خلالها العالم. وجائزة زايد للاستدامة تقدّم هذه النافذة… لمن يملك الجرأة أن يطلّ منها. والفرصة الآن أمام الجميع. من يملك فكرة - صغيرة كانت أو كبيرة – يجب ان يضعها في الضوء. ربما يكون الأثر القادم… سعوديّ الهوى، للعالم صدى.