×
محافظة الخبر

صدمة العلم

صورة الخبر

في مطلع شهر ديسمبر 2025 وفي أحد التصريحات لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان صُدم قطاع كبير من السودانيين، والسودانيات، ومن المتابعين للشأن السوداني بصدمة من تركيز الرجل في واحد من تصريحاته بأنه ينوي تغيير العلم السوداني الحالى، ويعود للعلم الأول الذي يسمونه في السودان بعلم الاستقلال والذي اصبح علماً للبلاد منذ العام 1956 وهو العام الذي نالت فيه السودان استقلالها. سبب هذا الشعور، وأعني به سبب الصدمة أنه ياتي في وقت غير مناسب حيث في ذات الوقت الذي تحدث فيه الرجل عن تغيير العلم كانت مدينة « بابنوسة» الاستراتيجية وهي آخر معاقل الجيش في كردفان تسقط في يد قوات الدعم السريع، وهذا ثاني اخفاق يقع فيه الجيش خلال أقل من شهر بعد سقوط الفاشر في يد قوات الدعم السريع قبل أسابيع. الأمر الاخر أن الرجل يتحدث عن تغيير العلم في الوقت الذي تتضاعف فيه حجم معاناة الناس من نقص الماء، والغذاء، والدواء. صحيفة وول ستريت جورنال الطين بِلة، بنشرها تسريب لعرض قدمه الجيش لروسيا بموجبه يعرض على روسيا قاعدة بحرية في السواحل السودانية على البحر الأحمر، مقابل تزويد الجيش بأسلحة، وذخائر، وأنظمة دفاع جوي حديثة. الخبر الأخير ازعج عدد من دول جوار السودان، حيث فسر البعض ان مثل هذه الخطوة تجاهل لدور ومكانة ورأي دول الجوار من قبل الجيش، على الرغم ان دول الجوار العربية للسودان بذلت جهود كبيرة داعمة للجيش ومواقفه في الصراع الاهلي المستمر منذ أكثر من عامين. عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي فسروا موضوع تغيير العلم، وإعلانه في هذا الوقت يحمل رسالتين مهمتين، الرسالة الأولى تقول بان هناك حالة إحباط ويأس لدى الجيش من مقارعة خصمه الذي بينت الايام انه عنيد بالفعل، وأنها عملية تمهيد للانفصال بين دولة الجيش، ودولة الدعم. والرسالة الثانية يرى البعض أنها موجهة للعالم العربي الذي يعتقد الجيش بانه لم يقدم للسودان كل ما طلب منه، فكأن السودان الرسمي يقول اليوم أنه يعود للعلم القديم ذو الألوان الثلاثة والمعبر عن الانتماء، والمزاج الأفريقي، ويتخلى عن العلم الذي استخدم منذ العام 1970 وجاءت ألوانه متماهية مع أعلام دول عربية كثيرة . مؤسف ان الصراع مستمر، والرسائل هي الأخرى مستمرة؛ على الرغم من سذاجة بعضها. salem.asker@gmail.com