×
محافظة حائل

قروب أبو حصة ( اعتزازاً بالهوية.. و وصولاً للعالمية) - أ.د.عثمان بن صالح العامر

صورة الخبر

إنهم - أعني (قروب أبو حصه) الأعزاء - من يقدمون أنفسهم للآخرين بتلقائية، يتسللون لقلوب الناس بانسيابية، لا يتصنعون شخوصهم من أجل كسب المشاهد واستمالته إليهم، قيمهم مترسخة فيهم حتى النخاع، لا يساومون على مبادئهم المستقرة بين حناياهم، هم هكذا بفطرتهم التي ولدوا عليها، لم تغيرهم الليالي، ولا اختطفتهم الشهرة، ولا سلبتهم طبيعتهم الشاشات، ولم تحرك فيهم كلمات الإعجاب وعبارات التبجيل التي تقال لهم أو تكتب عنهم نزوة الكبرياء والغرور لديهم. كثيرون ظنوا سقطوهم، توقعوا تبدلهم، انتظروا ساعة رحيلهم، ولكنهم هم هم كما كانوا وما زالوا وسيظلون، سعداء فيما بينهم ويسعدون غيرهم، يعيشون اللحظة بكل أحاسيسهم، يعكس ذلك ويظهره لغة أجسادهم، نظراتهم لبعضهم البعض، حركات أيديهم، تصلب أقدامهم، فضلاً عن الكلمات والضحكات التي يتبادلونها بكل فن راق، واحترافية عالية، كثيرون منا ينتظرون إطلالتهم على شاشات جوالاتهم، إنهم - وإن لم يقولوا ذلك - أصحاب رسالة سامية (عنوانها الاعتزاز بالذاتية، وآفاقها لا حدود لها)، لم تمنعهم بساطتهم من جوب الدول، والوصول للعالمية، بل ايصال هويتنا الوطنية التي هي محل فخرنا واعتزازنا للغرب البعيد، بقالب جديد لم يسبقهم إليه غيرهم . صدقوني إن (قروب أبو حصه) استطاع أن يوظف وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة إبداعية، احترافية، فنية ماتعة جعلت كل منصف صادق وإن نأت به الديار، وغرّب وشرق يثني على صنيعهم، ويمتدح أفعالهم وإن لم يعرفهم من قبل، وربما لم تطأ قدمه مقر إقامتهم (حائل) حتى هذه اللحظة، وأضاف استقبالهم خلال الأيام القليلة الماضية الممثل العالمي ترافيس فيميل (Travis Fimmel)، المعروف بشخصية «راغنار» في مسلسل Vikings، وارتدائه الزي السعودي، وشربه القهوة العربية، وأكله بيده من وجبتنا الحائلية المفضلة « الكبيبا «، والمشاركة بالعرضة، وركوب الجمل، والتطعيس بالنفود، والتقاط الصور التذكارية و... بعداً آخر.. عنا نحن (المجتمع السعودي) هو حديث (السوشيال ميديا ) حتى لحظة كتابة المقال ، وهذا البعد الذي أومئ إليه هنا يتوافق مع طبيعة طرائق التأثير العالمية اليوم التي تدفع الدول من أجل سلوكها والسير فيها الأموال الطائلة، وتدبج المخاطبات عالية المستوى، ولذا، فإن عدداً من مواقع العالم الافتراضي والصحف الالكترونية وصفت ما جرى في يوم واحد لهذا الممثل العالمي في معية ( قروب أبو حصة ) بالحدث الاسطوري. لقد دونت مقالات، وألفت كتب، وعقدت مؤتمرات، وارتقى المنبر كل مفوه لبيب، وصعد منصات المحاضرات والندوات الأكاديمي المختص ليقول هو ومن سبق للعالم قاطبة وبكل اللغات: من نحن؟، وماذا نملك؟، وماهي معالم سخصيتنا ؟، وكيف هي معاملتنا للآخر المختلف عنا أياً كان؟، وفي يوم واحد، واحد فقط استطاع هذا القروب أن يقول كل ذلك. حيث وصلت المشاهد واللقطات التي جرت على أرض حائل الصحراوية، وجمعت هذا القروب بهذا الممثل المشهور حية للعالم أجمع بالصوت والصورة، لتقول لكل متابع له ( نحن في هذا الجزء من العالم، سجيتنا التسامح والتعايش، وبلادنا وطن الإسلام و السلام، ومجتمعنا مجتمع الانبساط والأنس. بداوتنا هي عنوان حضارتنا، ولغتنا هي فخرنا ومحل اعتزازنا، لنا فنوننا وأهازيجنا، وهي جزء من هويتنا التي نعتز بها، الثوب والغترة والعقال والبشت هي دثارنا الذي نتجمل به ونجمل به ضيوفنا). شخصياً لايهمني من الضيف، وأصدقكم القول لم أعرفه من قبل، فأنا لست من هواة متابعة الأفلام الهوليودية، ولكن هو بشخصه قنطرة وظفها الأخ بدر ومن معه بامتياز للوصول إلى عالم مفتوح، ليرى كل معجب بهذا الممثل، محبوبهم الذي يتابعون أخباره أولاً بأول وهو يخوض تجربة الصحراء بسعادة متناهية، والابتسامة لم تفارقه، والكلمات العربية تجري على لسانه، و... وهذه التفاصيل قد تكون في ميزان البعض منا لا شيء، أمور طبيعية ليس في طياتها رسالة مبطنة ستصل لكل متابع ومعجب بهذا الشخص، ولكنها لدى خبراء فن الإقناع، ومدربي مهارات التأثير والتسويق المجتمعي يجزمون أن مثل هذه الاستضافات للشخصيات العالمية المشهورة ستساهم في بناء صورة ذهنية إيجابية عنا في هذا الجزء من العالم، فنحن لسنا كما يصورنا الإعلام الغربي منذ منتصف القرن المنصرم وما زال، ارهابيون متعطشون للدماء، نرفض الآخر ونعاديه، بل إننا رسل سلم وسلام، نعتز بهويتنا وفي ذات الوقت ننفتح على الآخر ونتعايش معه ونرحب به، لا تمنعنا ثقافتنا من أن نعيش للدنيا كما نعمل من أجل الآخرة، أن نمزح، نفرح، نضحك، نبتسم، ولكن في إطار شرعي وسطي صحيح لا غيبة فيه ولا تجريح. شكراً.. لكل مبدع استطاع أن يشارك في بناء صورة ذهنية إيجابية عن الوطن وقيادته وإنسانه، وبطاقة شكر خاصة مزدانة بالثناء، مطرزة بالتقدير والتبجيل لقروب أبو حصة جميعاً بلا استثناء، فقد شرفتمونا حين استطعتم بتوفيق الله لكم، ثم بدعم من حولكم إيصال رسائل قيمة وذات أثر إيجابي من خلال هذا القروب عنا وعن بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، حفظكم الله بحفظه، ووفقكم لكل خير، وتقبلوا صادق الود وفائق التحايا، وإلى لقاء، والسلام.