×
محافظة العديد

320

صورة الخبر

شهد عالم الطيران التجاري، خلال الأسابيع الماضية، أحد أهم الأحداث. تعتقد شركة إيرباص الأوروبيَّة أنَّه بدأ على سطح الشمس، وللعلم فإنَّ عام 2025 هو إحدى سنوات الذروة لنشاط الانبعاثات والتوهُّجات الشمسيَّة، ووصل الإشعاع الشديد إلى أحد حواسيب التحكم في طائرة من طراز 320. وتعتقد الشركة أنَّ ذلك تسبَّب في اختلال توازنها، فتسبَّب في «أوامر غير مأمورة» لأحد حواسيب الطائرة، وتبعه فقدان ارتفاعها بسرعة لفترة حوالى أربع ثوانٍ أثناء تحليقها على ارتفاع خمسة وثلاثين ألف قدمٍ، في رحلتها من المكسيك إلى شرق الولايات المتحدة. ونتج عن ذلك الاختلال، إصابة بعض الركَّاب.. ولكن الموضوع كان أكبر من ذلك، فالأوامر «غير المأمورة» تُعتبر من الكلمات الخطيرة في عالم الطيران. ولذا فقرَّرت الشركة -بعد البحث- أنَّه لا بُدَّ من إصلاح الخلل في برمجة في أحد حواسيب التحكم في طائرات «عائلة» الإيرباص 320، التي تم تحديث برمجتها خلال هذا العام. يبلغ أسطول هذا الطراز العامل عالميًّا حوالى 11000 طائرة، وتم اتخاذ الإجراء الاحترازي الجريء من الشركة، و»وكالة اتحاد السلامة الجوية الأوروبي» لتعديل برمجة الطائرات المتأثرة، وعددها حوالى ستة آلاف طائرة. وللمعلوميَّة، فعائلة طائرة الإيرباص 320 تتكوَّن من أربعة طرازات أساسيَّة مبنية على نفس الهيكل، وبأحجام مختلفة تبدأ من الأصغر حجمًا من طراز 318، وهي غير مشمولة في التحديث، ثم 319، ثم 320 الأكثر مبيعًا، ثم الأخت الكبيرة 321. يوجد أكثر من أربعين نوعًا مختلفًا من «العائلة»، علمًا بأنَّها بدأت في الخدمة منذ عام 1987، وأثبتت جدارتها عبر السنين، لتصبح الأكثر مبيعًا في عالم الطيران التجاريِّ الحديث. وللعلم، فجميع شركات الطيران التجاريَّة في المملكة مشغَّلة للطراز: طيران ناس الأولى بحوالى ست وستين طائرة، والخطوط السعودية بحوالى خمس وستين طائرة، وطيران أديل بخمس وأربعين طائرة، كما أنَّ هناك طلبيات كبيرة مقبلة للشركات المذكورة أعلاه، وغيرها قريبًا -بمشيئة الله-. الشاهد أنَّ الأسطول العالمي الضخم تم إيقافه لفترةٍ قصيرة جدًّا لإصلاح الخلل في برمجة الحواسيب. فأجهزة التحكم في عائلة طائرات الإيرباص 320 تعتمد على سبعة حواسيب رئيسة، وتم إعادة برمجة واحد منها. والحمد لله أنَّ الموضوع أبسط ممَّا تخيَّله العديد من الناس، فتستغرق مدة الإصلاح حوالى ثلاث ساعات أو أقل لكل طائرة في أغلب الأحيان. ويجرى ذلك في مراكز الصيانة الخاصَّة بشركات الطيران المشغِّلة. ولكن هناك بعض الطرازات القديمة التي لا تستوعب إعادة البرمجة، فيتطلب ذلك استبدال وحدة الحاسوب بالكامل، ممَّا يزيد في الوقت، والتكاليف، والجهد. * أمنيــــــة: الحمد لله على قدرات قطاع الطيران التجاري العالمي، الذي استطاع أنْ يواجه التحدِّي، ويُعالج الخلل لجميع طائرات عائلة الإيرباص 320 المُعرَّضة للمخاطر؛ بسبب الإشعاعات الشمسيَّة، والله أعلم بتفاصيل الخلل. وفي المملكة نجحت الجهود -بتوفيق الله- في إنجاز المهمَّة خلال فترة قياسيَّة تُقاس بالساعات. أتمنَّى أنْ نتذكَّر أنَّ السفر جوًّا لا يزال هو الأكثر أمانًا، وأنَّ موضوع الإيرباص يعكس العديد من النِّعم في مجال السلامة، ومنها الاستجابة السريعة الفعَّالة من منظومة الطيران المدني العالمي والوطني لأدق التفاصيل، للاستمرار في الارتقاء بدرجة السلامة -بمشيئة الله- وهو من وراء القصد.