انهيار خصوبة «الجنس الأبيض» أصبح يُشكِّل معضلة كبيرة بالنسبة للبيض، (أوروبا وأمريكا وأمثالهما). حيث إن التقارير التي نشاهدها تؤكد انهيار الخصوبة على مستوى العالم. فالنساء لا يلدن ما يكفي من المواليد الذين يُعوِّضون أعداد الموتى التي تخسرهم المجتمعات. والبيض جعلوا من هذه المسألة قضية خطيرة دفعتهم إلى التهافت على الهجرة من بلدانهم، كخطر كبير وجودي عليهم. في أمريكا تولى رئاسة الجمهورية شخص أسود (أوباما) لفترتين رئاسيتين، وبريطانيا شهدت رئيس وزراء من أصل هندي، وتعيش مدينة لندن في ظل عمدة من أصل باكستاني، ونيويورك في طريقها للاحتفال بعمدة ليس أبيض. كما هو الحال في العديد من المدن في دول الغرب. في السابق، أي منذ بضع سنوات، انطلقت الأبحاث المتعددة تُحذِّر من أن النساء يُخلِّفن العديد من البشر، ولن يتمكن العالم من إطعامهم. وأصبح شعار (تحديد النسل) على كل لسان. وفرضت الصين نظاماً يضع سقفاً أعلى (لإنتاج) المواليد، حُدِّد بطفلٍ واحد فقط لكل زوج وزوجة، وفي الهند قيل: إن خشية الحكومة الهندية من الإنجاب (الكبير) للهنود المسلمين؛ أدت إلى انطلاق حملة (تطعيم) لهم، تؤدي إلى عجز الرجال عن (إنتاج) المزيد من الأطفال المسلمين. يصرخ العالم الغربي من انهيار الخصوبة لدى مواطنيه البيض إلى مستوى العجز عن إحلال مواليد يُعوِّضون عن الأموات. وانعكس القلق عن انهيار الخصوبة للبيض إلى نقمةٍ على الهجرة إلى البلاد البيضاء. وتشير تقارير للأمم المتحدة أن مائة وعشرة ملايين شخص هاجروا، بين أعوام 2000 إلى 2025، من الجنوب العالمي إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا. ومن المتوقع - حسب تقارير الأمم المتحدة- أن يهاجر ما بين 200 مليون و300 مليون آخرين من الآن؛ وحتى حلول منتصف القرن الحالي. وأدت الهجرة إلى دول الغرب أن أصبح الأطفال من أصول بيضاء أقليات في مدارس باريس وامستردام ولندن واستوكهولم وتورنتو وسيدني؛ ومعظم المدن الكبرى في الدول الغربية. وينتقد البعض النخب في بلدانهم الذين قضوا ثلاثين سنة يعظوننا بأنه من الخطأ الحديث عن اللون، لأنه يدل على عنصرية. بينما هم يُرسلون أولادهم إلى مدارسٍ خاصة يُشكِّل الأطفال البيض فيها حوالى 80 بالمائة. وكمثال، فإن معدل المواليد بالنسبة لكل امرأة في إسبانيا 1.33 طفل، وإيطاليا 1.24 طفل، وكندا 1.33 طفل، وأستراليا 1.58 طفل. بينما معدل المواليد في مصر 2.99 طفل عن كل امرأة، ونيجيريا 5.2، وباكستان 3.4، وإندونيسيا 2.2. وتشير صحيفة (الفايننشال تايمز) البريطانية إلى أن نمو عدد السكان في أمريكا خلال العشر سنوات من 2010 إلى 2020 كان نتيجة لارتفاع أعداد الجماعات غير البيضاء. ليس من المتوقع زيادة عدد المواليد البيض في المستقبل، لكن الأهم من ذلك هو توفير الأيادي العاملة المفقودة في كل مكان من العالم (عدا إفريقيا وبضعة دول أخرى). ويتم الإحلال هنا عبر تطوير الذكاء الاصطناعي وإحلال الآلة محل الإنسان كلما أمكن ذلك. وهو ما تقوم الصين بتنفيذه في الوقت الحاضر.