شهدت محافظتا قلوة والمخواة والطريق الرابط بين الباحة والمخواة خلال الأسبوعين الماضيين عدد من الحوادث المأساوية، مما قادني إلى تسليط الضوء على ما حدث، حيث راح ضحية تلك الحوادث ثمانية من الشباب في عمر الزهور، قضى ثلاثة منهم احتراقًا داخل مركبتهم، فيما أُصيب ثلاثة آخرون بإصابات تتراوح بين المتوسطة والخطيرة، وكل حادث لم يفصل بينه وبين الذي قبله سوى أربعة أيام فقط. ‏‎ولا شك أن هذه الأحداث وقعت بقضاء الله وقدره، إلا أن وراءها أسبابًا بشرية وتنظيمية يجب الوقوف عليها، وتحليلها، والعمل بجدّ على إيجاد الحلول الجذرية، من خلال تدخل عاجل من الجهات المختصة، للحد من هذه الحوادث بعد حفظ الله تعالى. ‏‎ومن خلال هذا المنبر الإعلامي، أوجه أربع رسائل صادقة لكل من تقع عليه مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة، مؤكدًا أن الهدف منها هو حماية الأرواح وتعزيز ثقافة السلامة. ‏‎• الرسالة الأولى: ‏‎إلى سعادة مدير مرور منطقة الباحة ‏‎نُقدّر لكم حرصكم الدائم على السلامة المرورية، وما تبذلونه من جهود مشكورة، لكننا نأمل إعادة النظر في ضبط السرعة داخل المحافظات، وعلى الطرق الرابطة بين المحافظات، من خلال تفعيل أجهزة الرصد الآلي، وزيادة انتشار الدوريات الرسمية والسرية، للحد من السرعة المفرطة والتجاوزات الخطرة، التي باتت سببًا مباشرًا لكثير من الحوادث القاتلة. ‏‎• الرسالة الثانية: ‏‎إلى سعادة مدير فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بمنطقة الباحة. نشكر لكم حرصكم ومتابعتكم لمشاريع الطرق، إلا أننا نُطالب وبإلحاح بفتح ملف ازدواجية طريق قلوة – المخواة، فقد شهد هذا الطريق أحد أسوأ الحوادث التي راح ضحيتها أربعة شبان، وأصيب فيه آخرون. ‏‎إن ازدواج الطريق سيُسهم بعد توفيق الله في تقليل نسب التصادم ويُحقق مطلبًا ملحًّا لأهالي قلوة والمخواة، وكل من يسلك هذا الطريق الحيوي. ‏‎• الرسالة الثالثة: ‏‎إلى الآباء ‏‎أبناؤكم أمانة في أعناقكم، وهم فلذات أكبادكم، تابعوهم ووجهوهم، وانصحوهم بالتقيّد بقواعد المرور وتعليمات السلامة، فهم أغلى ما تملكون، فلا تتركوهم فريسة للتهور أو الغفلة. ‏‎• الرسالة الرابعة: ‏‎إلى الأبناء ‏‎أنتم عماد الوطن ومستقبله، وقيادتكم على الطريق تعكس وعيكم واحترامكم لأنظمة بلدكم. ‏‎تذكروا دائمًا أن هناك من ينتظركم على مائدة العشاء، أو خلف بابٍ مفتوح بالدعاء. ‏‎لا تُحولوا عجلة السيارة إلى أداة للفقد. ‏‎القيادة فنّ وذوق، والتزامكم بقواعد المرور لا يُنقص من رجولتكم، بل يزيدكم نُبلًا. ‏‎وفي ظل هذا التصاعد المؤلم في عدد الحوادث، فإنني أناشد عبر هذا المقال الجهات المعنية بتشكيل لجنة مشتركة من المرور، والنقل، والجهات المختصة، لدراسة واقع الحوادث في منطقة الباحة، خصوصًا في الطرق التي شهدت أكبر عدد من الوفيات خلال السنوات الماضية، وإصدار إحصائية رسمية معلنة تبين حجم المشكلة وتوجه الجهود نحو الحلول الواقعية والمستدامة. فمن حق الأهالي أن يعرفوا.. ومن واجب المسؤول أن يتحرك.. حفظ الله الجميع من كل شر ومكروه، وجعل أرواح شبابنا في دروب السلامة لا في قوائم الضحايا.