بسم الله الرحمن الرحيم الرائد الكبير .. مات واقفاً .. ولم يكن رياضياً !! كم تمنيت أن يحظى بهذا التكريم والتقدير في حياته !! – حفظ تاريخنا الرياضي من الضياع والإندثار – دور عظيم للأمير محمد بن سلمان في رؤية الفقيد – لم يكن كاتباً للتاريخ فحسب .. بل كان من صناع التاريخ – أفنى حياته وكرس جهده ووقته وأنفق من ماله في سبيل توثيق تاريخنا الرياضي – للفقيد العديد من الأولويات الريادية التاريخية السباقة – بعض الوثائق الموجودة في متحفه لا تتواجد حتى في وزارة الرياضة !! – موسوعة تاريخ الرياضة في المملكة تتضمن ١٢ مجلداً – اسهاماته الكبيرة تعكس رؤية وطنية ومشروعاً معرفياً – أستمر كاتبا اجتماعياً في عكاظ على مدى نصف قرن – كاتباً اقتصاديا في جريدة الاقتصادية على مدى ربع قرن – هو ” مؤرخ جدة ” أصدر مؤلفات عن تاريخها وعائلاتها وحاراتها وسيداتها – هذا ما قاله عنه أصحاب السمو وكبار المسؤولين والاعلاميين بقلم : أ. د. عبدالإله ساعاتي ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفراقك يا أبا تميم لمحزونون .. لقد فقدنا قامة وطنية سامقة .. وقيمة بشرية كبيرة .. وعلماً ومرجعاً ريادياً عظيماً .. ان الكتابة عن نموذج وطني فريد ورائد كبير كالدكتور أمين ساعاتي – رحمه الله -ومسيرته الحافلة بالإنجازات الخلاقة والعطاءات القيمة والاضاءات المشرقة والأولويات الريادية لا تكفيها مقال ولا مقالات بل مجلدات .. كانت له اسهامات كبيرة على مدى سبعين عاماً في المشهد الثقافي والاجتماعي والرياضي .. كان علماً ومرجعاً في الكثير من الشؤون الحياتية والتاريخية . من صناع التاريخ لم يكن الدكتور أمين ساعاتي – رحمه الله – مجرد كاتب للتاريخ بل كان من صناع التاريخ .. حيث كان اعلامياً بارزاً شارك في تأسيس واحدة من أهم الصحف السعودية ( جريدة عكاظ ) وعمل فيها سنوات طويلة محرراً رياضياً ومديراً للتحرير ونائباً لرئيس التحرير .. وكان مؤرخاً لمدينة جدة .. ألف كتباً عن مدينة جدة وحاراتها وأهالي مدينة جدة التاريخية و أسرها وسيداتها وعمرانها .. وهو ابن مدينة جدة التاريخية ولد وترعرع فيها وهو من واحدة من أسرها المعروفة .. ومن عشاقها .. يطلق عليها دوماً جدة البهية والفتية .. ولا ينفك عن زيارتها في كل وقت وحين . وهو صانع للتاريخ الرياضي لاعباً مثل نادي الاتحاد والمنتخب السعودي ومارس الرياضة حكماً وادارياً واعلاميا ومؤرخا وموثقاً واستاذاً جامعياً . فهو إذن صانع للتاريخ .. بل هو أبو التاريخ ومؤسس علم التاريخ الرياضي السعودي .. له الفضل الأول بعد الله في حفظ التاريخ الرياضي السعودي من الضياع والاندثار.. فالتاريخ اذا لم يكتب ينسى . دور عظيم للأمير محمد بن سلمان في رؤية الفقيد أصدر الفقيد – طيب الله ثراه كتاباً بعنوان : ” تاريخ الأندية السعودية .. من المؤسس الى المجدد ” .. تناول فيه تاريخ الأندية الرياضية السعودية من عهد مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – الى العهد الحالي الزاهر الذي نعيش فيه معطيات رؤية ولي العهد المجدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان .. يقول فيه : ” بفضل دعم حكومتنا الرشيدة فإن الفجوة الرياضية والمعرفية بيننا وبين الغرب أصبحت ضيقة وبدأ الحلم يتحول الى حقائق فوق المستطيل الأخضر فلقد فاز المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني بطل العالم في مونديال ٢٠٢٢م وفاز الهلال على فلامنجو بطل البرازيل وتقلد بكل بسالة مركز الوصيف في مونديال الأندية ٢٠٢٣م.. حقاً نحن على طريق الكرة العالمية ” . كما أصدر كتاباً بعنوان : ( الكرة السعودية في 2030 ) ، قال فيه : ” بفضل الله ثم بفضل رؤية أمير الإنجاز والابداع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز سوف يأتي يوم يصبح اللاعب السعودي فيه محترفاً عالمياً كنظيره في الملاعب الأوروبية أو اللاتينية .. وسيصبح في بورصة المحترفين مثله مثل أي لاعب في اسبانيا أو في البرازيل أو في بريطانيا أو في فرنسا أو إيطاليا .. ويضيف قائلاً : ” في ضوء مشروع عراب التنمية سمو الأمير الملهم محمد بن سلمان فإن كرة القدم السعودية سوف تنتقل من مرحلة المنافسة المحلية الى مرحلة جديدة هي مرحلة ( التنافسية العالمية ) . وأختتم الدكتور أمين ساعاتي – رحمه الله – قائلاً : بارك الله لنا في خطى المجدد الذي سوف يرفع أعلام الرياضة السعودية في كل المناسبات والساريات الدولية ” . تجسد أولويات الدكتور أمين – طيب الله ثراه – استثنائيته وريادته السباقة غير العادية .. والتي أثرى بها ليس فقط المكتبة السعودية وانما المكتبة العربية عموماً .. ترك إرثاً زاخراً من الكتب التي ستبقى أبد الآبدين للأجيال المتعاقبة مراجع تاريخية استثنائية توثيقية هامة للبدايات والمنطلقات والأسس التاريخية التي قامت عليها التنمية الرياضية والشبابية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية . فالدكتور أمين – رحمه الله – هو : – أول من أصدر كتاب رياضي سعودي وعنوانه : ( الاتحاد.. في التاريخ). – أول سعودي يصدر كتاب عن التحكيم في كرة القدم .. مع رفيق دربه المرحوم غازي كيال ، وعنوانه : ( الحكم والتحكيم ) . – أول مؤلف سعودي يصدر كتاباً عن كأس العالم وعنوانه : ( كأس العالم .. في القرن العشرين ) . – أول من أصدر كتاباً شاملاً عن تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية .. وكتب مقدمته رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل . – أول من أصدر موسوعة رياضية باسم موسوعة تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية مكونة من (14 ) مجلداً . – أول من أصدر كتاباً عن القصص الرياضية السعودية بعنوان ( كرة القدم .. حضارة وابداع ) . – أول مؤرخ سعودي يصدر كتاباً عن الألعاب الأولمبية ، وعنوانه : ( الألعاب الأولمبية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ) .. وكتب مقدمته سمو الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب سابقاً . – أول من أصدر كتاباً عن الرياضة النسائية في المملكة العربية السعودية ، وعنوانه : ( نجمات الرياضة السعودية ) . – أول من أصدر كتاباً عن سيدات المنطقة التاريخية بجدة . – أول من أصدر كتاباً وثق فيه تاريخ الأغنية الرياضية في المملكة العربية السعودية . – أول من ألف كتاباً عن ( الاعلام الرياضي في المملكة العربية السعودية ). – أول من أصدر كتاب على مستوى العالم العربي عن العلاقات الرياضية الدولية من وحي مونديال قطر2022 . اننا إذن أمام شخصية رياضية فذة ومدرسة رائدة في التاريخ الرياضي . مؤسس علم التاريخ الرياضي يعد الدكتور أمين مؤسس ( علم التاريخ الرياضي ) في المملكة .. حيث لم يكن قبله هذا التاريخ مطروحاً في المنصات والمنابر الرياضية ولا في الصحف.. وبالتحديد بعد ان كتب تاريخ نادي الاتحاد وأصدره في كتاب .. وبعد ذلك تسابق حشد كبير من الشباب السعودي الى حلبة التاريخ الرياضي ، وعندئذ اتجه الى تأسيس ( جمعية للمؤرخين الرياضيين ) ووضع لها قواعد تطوير تاريخنا الرياضي حتى أصبح التاريخ الرياضي اليوم تخصصاً يدرس في الجامعات .. ويتراكض حوله عدد كبير من الشغوفين والمريدين والمتخصصين . يقول رحمه الله : ” بكل صراحة ان ( التاريخ الرياضي السعودي ) يتمتع بالتوثيق الكامل وتجاوز على أيدينا مرحلة التوثيق منذ زمن بعيد واليوم – والحمد لله – اصبح علم التاريخ الرياضي علماً يتمتع بقواعده ومناهجه العلمية الكاملة و يبحر فيه الكثير من المتخصصين الملهمين والأكاديميين المنظرين . ولقد قام رحمه الله بتدريس علم التاريخ الرياضي في برنامج ماجستير الإدارة الرياضية بجامعة الملك عبدالعزيز . مشاعر التقدير.. استفتاء شعبي !! كان لوفاة الدكتور أمين – عليه رحمة الله – صدى واسعاً .. حيث خيم الحزن على الأوساط الرياضية والإعلامية والمجتمعية .. وحظي الفقيد الغالي على مشاعر تقدير وحب وثناء كبيرة في وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وفي وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف فئات وأطياف المجتمع ومن مختلف مناطق المملكة .. من الذين يعرفونه شخصياً ومن الذين لا يعرفونه ولكنهم أطلعوا على عطاءاته المختلفة .. من مؤلفاته ومن مقالاته ومن لقاءاته .. والحقيقة هي ان هذه المشاعر الفياضة بمثابة تصويت شعبي لقامة وطنية كبيرة وقيمة إنسانية عظيمة لشخصية استثنائية .. لرائد كبير أفنى حياته في خدمة وطنه مخلصاً لقيادته عبر مسيرة ثرية حافلة بالإنجازات والأولويات والعطاءات الخلاقة على مدى نيف وسبعة عقود من عمر الزمن . قالوا عنه .. – قال عنه سمو الأمير عبدالله الفيصل رائد الرياضة الأول في تقديمه لكتاب تاريخ الحركة الرياضية : ” أنا مطمئن غاية الاطمئنان على ما يحتويه هذا الكتاب لمعرفتي التامة ب (أمين ) فهو دائماً يكتب بأمانة وهو شاب عاصر الرياضة في جميع مراحلها وجميع مستوياتها ابتداء من الملعب ثم عضواً عاملا في مجالس الإدارات ثم حكماً ثم ناقداً رياضياً ” . – وقال عنه سمو الأمير فيصل بن فهد في تقديمه لكتاب الألعاب الأولمبية : ” أشكر المؤلف الدكتور أمين ساعاتي على اتاحته الفرصة لي لأهنئه على الجهد المبذول في اعداد هدا الكتاب والدي آمل أن يكون أحد دعامات المكتبة الرياضية في كل مكان ” . – وقال عنه سمو الأمير سلطان بن فهد : ” أطلعت على ما جاء في هذا الكتاب القيم وما تضمنه من وثائق ستبقى من خلال هذا المؤلف تاريخاً يحكي التطور والنماء الذي شهدته الحركة الرياضية السعودية، أشكر جهود الدكتور أمين ساعاتي على كتابه القيم وجهده البناء ” . – وقال عنه سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد : ” أشكركم على هذا الكتاب الوثائقي الشامل مقدراً لكم ما بذلتموه من جهد كبير في إعداده، ولا شك ان هذا الكتاب سوف يثرى المكتبة السعودية بما حواه من رصد شامل ودقيق لتاريخ الحركة الرياضية في بلادنا ” . – وقال عنه عبد الرحمن بن سعيد ( مؤسس نادي الهلال ) : ” اذا تحدث الدكتور أمين ساعاتي عن تاريخنا الرياضي فكلنا نستمع و نحترم ” . – ويقول الأستاذ خالد المالك عميد الصحفيين الخليجيين رئيس تحرير جريدة الجزيرة : ” لم يكن الدكتور أمين كاتباً رياضياً فحسب لكنه كان كل الرياضة لاعباً وحكماً ومؤرخاً ومحرراً رياضياً . وكان صاحب أقدمية في الانخراط في هذا المجال فنشر ابداعاته ورؤاه وأفكاره وظهر متفرداً ومتميزاً منذ بداياته وجاء شغفه في المجال الرياضي في سني عمره المبكر فجدد وأبتكر وقدم ما لم يقدمه بقية زملائه من الصحفيين الرياضيين . هذا هو أمين ساعاتي الذي وثق المسيرة الرياضية في المملكة وأصبح مرجعها ومؤرخها فجاء جهده صادقاً و أميناً كما هو اسمه . وهو أحد النابهين في في جيله المؤثرين في كل موقع أسند إليه . وسنظل ما حيينا نذكر الدكتور أمين ساعاتي بالخير ونستذكر إنجازاته فيما لم يسبق اليه وأعني به توثيقه تاريخ الحركة الرياضية في المملكة وفق الأصول المهنية والأكاديمية بما كلفه الكثير من الجهد والوقت والعمل على مدى سنوات عمره ” . – ويقول الزميل المؤرخ القدير الأستاذ فهد الدوس في جريدة الرياض : ” الدكتور أمين ساعاتي هو الرقم الوثائقي الصعب في تاريخ الحركة الرياضية ، كان تاريخ رياضي يسير على قدميه ، هو أستاذنا وقدوتنا . ولقد رحل للأسف دون تكريم وبعيدا عن لجان التوثيق ” . وقال : ” ودعت الساحة الرياضية أعرق مرجع للتاريخ الرياضي السعودي برحيل عملاق التوثيق الرياضي وعميد المؤرخين الدكتور أمين ساعاتي وبقي اسمه محفوراً في الأذهان وحياً في الذاكرة التاريخية . ولقد قدم لوطنه الكثير ومن ذلك أكبر موسوعة رياضية استثنائية عملاقة في تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة مكونة من ١٢ مجلداً تتضمن 7000 صفحة “.وختم قائلاً : ” رحم الله رائد المؤرخين الدكتور أمين ساعاتي وجزاه الله خير الجزاء لما قدم من جهود مخلصة وتضحيات كبيرة في خدمة الرياضة السعودية على مدى ٧٢ عاماً لاعبا وحكماً واعلامياً ومؤرخاً فذاً وأسكنه فسيح جناته ” . وأضاف قائلاً : ” كم كان مؤلماً علي كباحث ومهتم بالتاريخ الرياضي فقدان أعرق مرجع أستنير به وأهم مصدر أثق بمصداقيته .. عاش وعاصر ورصد ووثق أحداث حركتنا الرياضية خلال ال٧٠ عاماً الماضية ، لندرك حجم خسارة غيابه عن الساحة الرياضية التي ودعها ( عميد المؤرخين ) ورائد النقاد أستاذي التاريخي الكبير د. أمين ساعاتي ، جزاه الله خير الجزاء على ما قدم من عطاء مخلص في خدمة مجتمعه ورياضة وشباب وطنه ” . ويقول الدكتور جاسم الياقوت نائب رئيس اتحادي الإعلاميين والمبدعين العرب : ” ان فقد الدكتور أمين يمثل خسارة كبيرة للمشهدين الثقافي والرياضي بالنظر الى ما قدمه من اسهامات فكرية وتوثيقية ثمينة ستظل باقية في ذاكرة الأجيال ، ولقد سجل الفقيد اسمه بأحرف من ذهب عبر عدد من المؤلفات المرجعية التي أصبحت مصادر أساسية في تاريخ الرياضة السعودية ، وسيبقى اسم الدكتور أمين ساعاتي منقوشاً في ذاكرة الوطن وإرثه العلمي سيظل زاداً للأجيال القادمة ” . – ويقول العميد عبدالكريم بن دهام الدهام : ” بذل الدكتور أمين الكثير للوطن وتعددت جهوده البارزة وتعددت منجزاته وبالتالي تضاعفت الاستفادة وتتعاظم العظات والدروس أمام أجيالنا القادمة التي تبحث عن الأنموذج والقدوة للتعرف على حكايات نجاح باهرة . لقد ترك الدنيا وسمعته الوطنية زاخرة تمكن بجهد استثنائي كبير وتجربة ميدانية عالية أن يحول معرفته وتجاربه لخدمة المجتمع والرياضيين على مدى نحو ٧٠ عاماً ” . – ويقول الزميل الأستاذ خالد الدوس في جريدة الجزيرة : ” الوفاء للدكتور أمين – رحمه الله – ليس وقوفاً عند الحزن بل سيراً على دربه فهو كالشجرة التي تثمر بعد غياب غارسها وكالكلمة الطيبة التي تذكر فتزرع الأمل ” . ويضيف قائلاً : ” الدكتور أمين هو قاضي التاريخ الرياضي .. وهو مؤسس علم التاريخ الرياضي السعودي ورائد التوثيق الرياضي ، كان متسلحاً بالعلم والفكر والمهنية والمصداقية . رحل الدكتور أمين جسداً لكن إرثه الضخم في التوثيق الرياضي والتاريخ الاجتماعي سيظل خالداً يشهد على عطاء رجل كرس حياته لخدمة وطنه وأمته وكان بحق ( قاضي التاريخ الرياضي ) كما لقبته ذات يوم بهذا اللقب .. وهو موسوعة متحركة حفظت للرياضة السعودية تاريخها وهويتها ” . – ويقول الزميل الأستاذ حسين الرقيب في قناة MBC : ” لقد فقدنا برحيل الدكتور أمين ساعاتي علماً من أعلام الفكر والاقتصاد والاعلام في المملكة ، رجلاً عرف بسعة علمه وصدق قلمه وحرصه الدائم على مصلحة وطنه وأمته وكان حاضراً في كل المنابر صوتاً للحكمة والرأي السديد . كان الدكتور أمين – رحمه الله – موسوعة تاريخية وهو فقد كبير للوطن وهو المؤسس الأول لتاريخ وتوثيق الرياضة السعودية ” . – ويقول الزميل عبدالله فلاته : ” فقدت الرياضة السعودية المؤرخ الرياضي الأول ” موسوعة التوثيق الرياضي الدكتور أمين ساعاتي ، وجاء نبأ وفاته ليخيم الحزن على الأوساط الاجتماعية والرياضية والإعلامية ، ويعتبر سابق لعصره في أساليب التوثيق واستعانت الجامعات بكتبه ومؤلفاته التي تعد مرجعاً للأكاديميين والباحثين ، رحل الدكتور أمين عميد المؤرخين الرياضيين وترك خلفه إرثاً ثقافياً كبيراً من الكتب والمراجع في المكتبة السعودية ليستفيد منها طلاب العلم في دراساتهم وبحوثهم ولمن أراد معرفة نشأة الرياضة في المملكة ومراحل تطورها ، رحم الله الدكتور أمين ساعاتي ” موسوعة التوثيق للرياضة السعودية ” . سباق مع الزمن كان الدكتور آمين- رحمه الله- يعمل ليل نهار .. يسابق الزمن لإصدار المؤلفات في مختلف المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية .. حيث كان يؤمن بانه يحمل رسالة نحو وطنه ومجتمعه وشباب الوطن .. يريد أن يترك لهم المراجع التاريخية والفكرية التي يحتاجونها ، قبل أن توافيه المنية . متحف عالمي فيه وثائق لا توجد في وزارة الرياضة!! قام الدكتور أمين من منطلق المحبة والوفاء والانتماء للوطن قام بأنشاء مشروع ثقافي رياضي فريد من نوعه .. متحف للرياضة السعودية يجسد مراحل التطور التي مرت بها الحركة الرياضية السعودية منذ نشأتها في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وحتى وقتنا الحاضر ومسيرة إنجازاتها في مختلف الألعاب الرياضية بجميع المحافل المحلية والدولية . ويضم المتحف مقتنيات وصور ووثائق نادرة .. بل ان الوثائق الموجودة في متحف الدكتور أمين ساعاتي لا توجد في أي مكان آخر .. ولا حتى في وزارة الرياضة !! . لم يكن رياضياً فحسب !! لم يكن الدكتور أمين رياضياً فحسب .. بل كان باحثاً ومفكراً وعالماً ومثقفاً .. له اسهامات كبيرة في المشهد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والاعلامي .. كانت له مؤلفات في مختلف المجالات .. وكانت له مقالات اجتماعية واقتصادية وسياسية .. وكان يتكئ في ذلك متسلحاً بالعلم العالي والثقافة الواسعة والتجارب الكبيرة والفكر العميق . مؤلفاته عن جدة التاريخية ولد الدكتور أمين في منطقة جدة التاريخية ( البلد ) ونشأ وترعرع فيها .. ولذلك فلقد كان – رحمه الله – يعشقها ويداوم على زيارتها .. يسير في أزقتها وطرقاتها وبرحاتها بوله شديد .. يعرف كل زقاق وكل بيت وكل أسرة .. يعرف حكاياتها ورواياتها .. ويطلق على مدينته دوماً لقب “جدة الفتية والبهية “.. وقام بتأليف عدة كتب عن جدة منها : ” حارات جدة التاريخية ” و” جدة داخل السور .. جدة خارج السور ” و ” التراث العمراني في جدة التاريخية ” و ” أهم ١٥٠ شخصية في جدة التاريخية ” و ” سيدات جدة التاريخية ” و ” حواء الجداوية ” و ” جدة والجدادوة ” . نصف قرن من الكتابة في عكاظ والاقتصادية لم يكن الدكتور أمين – تغمده الله برحمته – مؤرخاً وكاتباً رياضياً فحسب .. بل كانت له اسهامات كثيرة في العديد من المجالات .. فلقد كان كاتب رأي اجتماعي في جريدة عكاظ على مدى نحو نصف قرن من عمر الزمن .. كما كان كاتباً اقتصادياً بجريدة الاقتصادية على مدى نحو ٢٥ عاماً .. نظراً لخلفيته العلمية حيث حصل على بكالوريوس تخصص اقتصاد قبل حصوله على الدكتوراه . والى جانب ذلك كان عضوا فعالا في الكثير من الهيئات والمنظمات العلمية المحلية والعربية والعالمية . أفنى حياته وأنفق ماله في سبيل التأريخ عشق الدكتور أمين التاريخ الرياضي منذ صغره وكرس جهوده ووقته وأنفق من ماله في سبيل التاريخ الرياضي .. فليس للكتب عائد مالي .. ولكنه إحساس عميق بالقيم التاريخية ، ولهذا يقول في مقدمة كتابه : ( ان الكتابة التاريخية الرياضية ليست رحلة سهلة في أعماق النفس إنها ابحار في عمق النفس والحدث ) ويقول : ( ان الكتابة التاريخية الرياضية ليست نزهة في دياجير الماضي وأخاديده وانما هي المعاناة الحقيقية لأنفة التاريخ وفنون الرياضة ) . ولقد جاب الدكتور أمين أرجاء البلاد بحثاً عن الحقائق التاريخية .. فلم يترك منطقة أو مدينة إلا وزارها وألتقى رواد ومؤسسي الرياضة فيها ، حيث ترك عمله و أنفق من ماله لتحقيق ذلك .. وذلك في وقت كان فيه السفر لبعض المناطق رحلة عذاب !! . مات واقفاً !! لم يكن الفقيد -رحمه الله – يعاني مرضاً .. وكان له ملف في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة للمراجعات الدورية .. وذهب كعادته الى مكتبة جرير للاطلاع على الكتب والاصدارات الجديدة باللغتين العربية والانجليزية .. وفجأة وبدون سابق انذار سقط حيث داهمته سكتة قلبية مفاجئة نقل على إثرها الى مستشفى الملك فيصل التخصصي لأن لديه ملف فيه .. ولكن القدر كان سريعاً ففارق الحياة وفاضت روحه الى بارئها .. ولقد رحمه الله حيث توفى بهدوء ودون معاناة مرضية أو استشفائية ولله الحمد والمنة .. ذهب الى رحمة ربه سريعاً .. بينما كان في أحضان حبيباته ( الكتب ) كما قال الزميل عدنان جستنية . رحم الله الرائد الكبير فقيد الوطن الدكتور أمين ساعاتي .. القامة الوطنية السامقة .. وجعل ما قدم لوطنه وللأجيال المتعاقبة في موازين حسناته.. الأجيال التي ستجد المراجع الموثوقة التي تحتاجها ليس فقط في المجال الرياضي وانما في شتى المجالات التي أبدع فيها الفقيد عليه رحمة الله وغفرانه .. فلقد أضاء الماضي متوجاً بالحاضر والمستقبل .. وأنار دروب العطاء وجسد دور رعيل من البشر على هذه الأرض المباركة في ظل قيادتنا الرشيدة .. وسيبقى صاحب البصمات الخالدة في حفظ ذاكرة الرياضة السعودية واثراء المكتبة الرياضية .. وسيبقى اسمه مضيئا في الذاكرة التاريخية .. وبرحيله فقدت الساحة الرياضية والثقافية والاجتماعية قامة كبيرة ورمزاً وطنياً اسهم في صناعة الوعي الرياضي وتوثيق مسيرته بمهنية وإخلاص . اللهم ارحم من سكنوا القبور وفارقوا الأهل والدور ، فانك انت العزيز الغفور.