تابعتُ باهتمام كبير ما حظيت به جائزة الشيخ الدكتور عايض القرني في دورتها الأولى، التي أُقيمت في مدينة سبت العلاية بمحافظة بلقرن، ولم أتمكن من حضورها لوجودي خارج المملكة، لكنني تابعت ما نالته من أصداء واسعة وحضور لافت في المشهد الثقافي والإعلامي. وقد تجسّد ذلك أولًا في الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير، الذي يُعد بحق المحفز والداعم الأول لمثل هذه المبادرات النوعية الخلّاقة. هذه الرعاية منحت الجائزة بُعدًا رسميًا يرسخ مكانتها، ويهيئ لها سبل النجاح، ويمنحها قيمة وأهمية كبيرة، ويعكس كذلك حرص القيادة الرشيدة –أعزها الله– على دعم كافة مجالات التميز والإبداع في كل ما يزيد هذا الوطن الغالي نموًا ورفعة وازدهارًا. والجائزة في جوهرها تحمل بصمة مميزة؛ إذ ارتبطت باسم الشيخ الدكتور عايض القرني، ذلك الاسم اللامع في سماء الفكر والأدب والدعوة، وصاحب الجماهيرية العريضة التي امتد أثرها وتأثيرها ومحبتها في قلوب الملايين على مدى سنوات طويلة. وارتباط الجائزة بهذا الاسم ليس مجرد إضافة رمزية، بل هو عنصر نجاح جوهري يمنحها ثقلًا وقيمة في الأوساط الثقافية والفكرية، ويضفي عليها رونقًا وجمالًا. كما أن تميز الجائزة لا يقف عند اسمها أو رعايتها فحسب، بل يمتد إلى بنيتها المؤسسية، إذ يضم مجلسها نخبة من القامات العلمية البارزة وأصحاب الخبرة الواسعة في مختلف التخصصات والمجالات. هذا التنوع المعرفي والثقافي يضمن أن تكون الجائزة منصة للتميز النوعي الحقيقي، وأن تأتي اختياراتها مستندة إلى معايير رصينة ذات مصداقية عالية، تراعي جودة الإبداع وعمق التأثير. وتبرز جائزة الشيخ الدكتور عايض القرني بوصفها مشروعًا ثقافيًا رائدًا له هويته الواضحة بمستهدفاته ومخرجاته، يسعى إلى تكريم الإبداع والابتكار والريادة. وأنا على ثقة تامة بأن ما شهدته الدورة الأولى من نجاح واسع ليس إلا بداية لمسيرة واعدة، مبشرة، ومستدامة، يُنتظر أن تزداد اتساعًا وتأثيرًا في الأعوام المقبلة. كما أن نشر وإشاعة ثقافة التكريم للمتميزين والمبدعين في كل المجالات أمر في غاية الأهمية، فهو ليس مجرد احتفاء بأشخاصهم ومنجزاتهم فحسب، بل هو استثمار في قيم الإبداع ذاته، ورسالة تحفيز إلى كل صاحب فكر وكل مبدع من أبنائنا وبناتنا في هذا الوطن العظيم. وجائزة الشيخ الدكتور عايض القرني هي أحد النماذج المشرقة لهذا المعنى النبيل الذي هو جزء أصيل من القيم الإسلامية والأخلاقية التي يقوم عليها مجتمعنا السعودي. شكرًا للشيخ الدكتور عايض، الذي منح مسقط رأسه محافظة بلقرن كل هذا الوهج، وجسّد بهذه المبادرة كل معاني الوفاء والبر والاعتزاز: وللأوطان في دم كل حرٍّ يدٌ سلفت ودَينٌ مستحق وشكرًا لكافة القائمين على هذا المشروع الرائع، وأبارك لهم هذا النجاح الذي يحملهم مسؤولية أكبر في الدورات القادمة، وإلى المزيد من الإبداع والتميز والتألق بمشيئة الله