‏في المدينة المنورة تشعر أن الخطوات لا تمشي فوق أرض انما فوق تاريخ يفتح ذراعيه وسماء تنحني بطمأنينتها على كل من دخل رحابها هنا لا يمر الزائر مرورا عابرا انما يعبر من زمن إلى زمن من حضرة النبي ﷺ إلى مستقبل يتشكل على مهل كان نور الماضي هو الذي يهندس الغد ويرسم ملامحه.   ‏اليوم وأنا أتجول في المدينة هزني حجم التحول الذي تنبض به هذه البقعة الطاهرة ‏ليس تطورا عمرانيا فقط انما نهوض حضاري متكامل تتقدمه رؤية واعية تعلي قيمة الإنسان قبل الحجر وتحفظ للمدينة قدسيتها وهي ترتدي عباءة المستقبل بثقة ووقار.   ‏أفق العمران حين يتحدث المكان بلغة الأصالة: ‏هيئة تطوير المدينة المنورة تمارس دورا يشبه العزف على وترين تراث لا يمس ومدينةٌ تنمو وتتمدد نحو الغد ترميم الجدار القبلي للمسجد النبوي أنسنة المدينة تطوير وادي العقيق ممرات المشاة بوابات المدينة طريق السلام مسجد القبلتين.   ‏كلها مشاريع ليست حجارة تنقل انما ذاكرة تصان وجمال يعاد إليه بريقه ليحاكي روح المدينة دون أن يجرح أصالتها. وكأن المدينة تقول: سأكبر ولكن دون أن أتخلى عن قلبي.   ‏مشاريع تشبه الطموح الوطني: ‏من مشروع رؤى المدينة الذي يفتح أفقا جديدا لاستقبال ملايين الزوار إلى مدينة المعرفة الاقتصادية إلى محور طريق الأمير محمد بن سلمان تتشكل لوحة تنموية تشبه ثوبا وطنيا محبوكا بإتقان.   ‏يخدم الزائر ويهي المدينة لتكون نموذجا عالميا في الضيافة والعمران ‏هنا لا يتوقف العمل عند التوسعة أو البناء انما عند فلسفة كاملة تجعل المكان أكثر إنسانية وأكثر قدرة على احتضان الضيوف القادمين من أطراف الأرض.   ‏مدينة ذكية لكنها تحمل قلبا نابضا بالتاريخ: ‏تعيش المدينة المنورة حاليا موجة تحول رقمي غير مسبوقة من يوم السعودية الرقمية إلى منصة سبر الذكية.   ‏تتقدم الخدمات الحكومية بخطى متقنة ‏يرافقها وعي بأن التقنية ليست غاية انما وسيلة لتسهيل حياة الإنسان وصناعة تجربة حضارية تليق بمدينة تزار بالحب قبل أن تزار بالخطط.   ‏ورغم هذا التحول تبقى المواقع التاريخية تروى من جديد. مساجد ترمم مواقع غزوات تبعث مسارات تراثية تعاد قراءتها وعلى رأسها مشروع تطوير موقع غزوة الخندق وكان الزمن يصفق لهذا التوازن الذي لم تتقنه مدن كثيرة.   ‏انها المدينة يقف خلف انجازاتها قادة يكتبون على أرض المدينة سطور رؤية وطن ‏من صانع الرؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.   ‏إلى أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان الذي يتابع المشاريع على الميدان ‏إلى المهندس فهد البليهشي وفريق هيئة التطوير.   ‏تتشكل قصة نجاح لا تروى في المؤتمرات فقط انما ترى في الشوارع والميادين وفي ابتسامة الزائر وهو يجد مدينته أكثر جمالا وتنظيما وراحة ‏هؤلاء لا يقودون مشاريع انما يكتبون فصولا جديدة في تاريخ مدينة تتسع بلا ضجيج وتنهض بهدوئها.   ‏روح تتقدم لا تتغير – ‏إن ما يحدث اليوم في المدينة المنورة ليس مجرد عمران حديث انما نهضة روحية متزنة تحافظ على قدسية المكان فيما تعيد تشكيل تفاصيله لخدمة ملايين العابرين إلى رحاب المسجد النبوي.   ‏هنا يتناغم الأخضر مع الحجري والتقنية مع التراث والإنسان مع الرؤية لتولد مدينة ذكية خضراء مضيافة مدينة تقول للعالم ‏(هنا… لا يتصادم الماضي مع المستقبل انما يتعانقان.).   ‏كل شئ في المدينة يشير إلى أن التنمية ليست سباقا نحو الحداثة انما رحلة نحو مستقبل ‏يولد من نور الماضي ويضع الإنسان كل إنسان في قلب كل مشروع.   ‏هكذا بدت لي المدينة اليوم ‏ليست مجرد مبان أو مسارات جديدة بل مدينة تفكر تحب وتكبر على عين الله وطمأنينته. ‏ للتواصل مع الكاتب saud.sh.20.9.1446@gmail.com