حب الذات :   مصطلح “حب الذات” مصطلح ذو معنى عميق جدًا يتضمن أُسسًا كثيرة. من وجهة نظري، حب الذات لا يكمن في الحاجيات المادية أو الحسية، حب الذات يكمن بسلامك الداخلي، بتصالحك مع ذاتك، بتحديد أهدافك ورغباتك في هذه الحياة، لا السير فيها بلا جدوى منتظرًا منها أن تسير على هواك دون أن تسعى بها.   عندما تجول فكرة حب الذات في ذهن الإنسان ويرى أهميتها، وتكون لديه الإرادة في البدء بحب ذاته، في مقدمة الموضوع سيكون تائهًا، وأول سؤال سيتبادر إلى ذهنه من أين أبدأ؟   وأرى أنا أن البداية الحقيقية في كل مواضيع الحياة لن تكون بداية موفقة في حال لم تكن علاقتك برب العالمين جيدة، فكيف تريد أن تكون راضيًا عن الكون ما لم تُرضِ ربّ الكون؟   وأيضًا أرى كبداية لحب الذات يجب على الإنسان تقبّل ذاته، تقبّل الأشياء التي لا يملك حيلةً في تغييرها، تقبّل اختلافه عن الآخرين، تقبّل مشاعره، طباعه، ظروفه المحتومة، تقبّل ماضيه. فلماذا تنغمس في زعزعة صفو حياتك في شيء قد مضى ولا يمكن تغييره؟   والتقبّل لا يعني الاستسلام والتوقف عن السعي؛ التقبّل وعي، وليس ضعفًا، بل نقطة قوة وإدراك بالواقع. بخلاف الاستسلام والتوقف عن السعي؛ فالاستسلام لحظة جمود، وكأن الإنسان عالق في المنتصف دون أن يتقدّم أو يتأخر، يمضي في الحياة دون جدوى أو هدف.   أخيرًا، حب الذات ليس بخطوة واحدة، إنما هو رحلة طويلة تتضمن اختيارات بسيطة يعيشها الإنسان كل يوم، لكنها تشكّل فارقًا كبيرًا، رحلة تبدأ بالوعي وتنتهي بالسلام.   للتواصل مع الكاتبة 0540915018