كابشن : لم أكلف بأي عمل، بعدها طلب العميد أن أذهب الى الدمام للإشراف على تنفيذ مشروع المقال : باشرت العمل في جامعة الملك فيصل بالهفوف، كلية العلوم الزراعية والأغذية عام (1979). استقبلني عميد الكلية بالترحاب. فورا عرفته فانشرح صدري. كنت طالباً في أحد مقررات كان يدرسها بجامعة الرياض (جامعة الملك سعود حاليا). هو الآخر عرفني مباشرة، لأني أجريت معه مقابلة صحفية عندما كنت طالبا عن أسباب كثرة رسوب الطلاب وانسحابهم من الدراسة بعد السنة الأولى من التحاقهم بكلية الزراعة. لم أجد أي سعودي بما فيهم العميد، وجميع أعضاء هيئة التدريس، ورؤساء الأقسام، والفنيين، والمحاضرين، والمعيدين. كان ذلك عاديا في ذلك الوقت. شهر من دوامي لم أكلف بأي عمل، بعدها طلب العميد أن أذهب الى الدمام للإشراف على تنفيذ مشروع في فرع الجامعة بالدمام. شرحت بأني خريج جديد بدون أي خبرة. حاولت الاعتذار. فشلت. قال أساتذة من الكلية سيتولون المهمة بالتعاون مع أحد إدارات الجامعة في الدمام. أكد أن مهمتي متابعة العمل والإشراف على تنفيذ توجيهاتهم. قال: سيتم انتدابي لأكثر من شهرين، مما سيوفر لي بعض المال مع بداية حياتي العملية بجانب الراتب. لم أكن أعرف وقتها معنى (انتداب). أضاف فرصة أن أكون مع أهلي في الدمام. ذهبت الى الدمام مع الفريق المسؤول من الكلية. كان المشروع إنشاء حديقة في مقر إقامة مؤتمر في كلية العمارة والتخطيط. كان أول مؤتمر عن العمارة الإسلامية. مازلت أحتفظ بملصق إعلانه في مكتبتي. كنت أجمع هذه الملصقات كتوثيق وهواية. توجهنا إلى أحد المكاتب، وكنت أجهل مسميات الإدارات. دار الحديث بينهم. اتفقوا على برنامج العمل. شرحوا لهذا المسؤول بأنني سأكون المشرف والمتابع لسير العمل. طلبوا مني مراجعته في كل الاحتياجات، من عمالة، وأدوات، وأموال، وكل لوازم تنفيذ مشروع الحديقة بنجاح. قبل مغادرتهم الى الاحساء زودوني بأرقام تلفونات للاتصال بهم في حال وجود أي مشكلة تواجه سير العمل. ثم وعدوا بزيارة الموقع أسبوعيا للمتابعة. في اليوم التالي حاولت مراجعة مدير إدارة الخدمات الفنية، كما عرفت لاحقا، فوجدت لوحة على الباب بأنه ممنوع الدخول الا عن طريق السكرتير. اتبعت التعليمات. كنت متحمسا وسعيد بهذا التكليف. ذهبت الى السكرتير أحمل أعظم همة وأملا واسع التطلعات. قدمت نفسي وشرحت مهمتي. طلبت مقابلة المدير لتزويدي بما تم الاتفاق عليه للبدء بالعمل. طلب أن استريح. طالت استراحتي في مكتبه طوال ذلك اليوم الأول. وهكذا تكررت الاستراحة من بداية الدوام إلى آخره في اليوم الثاني والثالث والرابع. أوجست خيفة مبررة. حضرت الريبة. لاحت هواجس فصلي من الجامعة. كنت أعرف بأني في تجربة الأشهر الستة الأولى لقبولي بشكل نهائي في الوظيفة. هذا عزز المخاوف من طردي في حال فشلي. بعد مرور أسبوع من تكرار تجاهلي، بجانب عدم زيارة المشرفين من الأحساء، وعدم الرد على اتصالاتي. قررت تقديم أول شكوى في حياتي الوظيفية للمسؤول في فرع الجامعة بالدمام. سألت احد الموظفين عن المسؤول في فرع الجامعة بالدمام. قال بعد أن استشعر ضياعي في غياهب جهلي بدهاليز الجامعة الوظيفية: ماذا تريد؟ هناك أكثر من مسؤول. شرحت له قصتي كاملة. قال مالك الا الدكتور خالد .. ويستمر الحديث. mgh7m@yahoo.com