يتميّز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، بذكاء حاد وفطنة سياسية واجتماعية تشكّلت من عوامل متعددة؛ من أهمها البيئة التي نشأ فيها، وتوجيهات والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي قرّبه منه، وعرّضه لخبرات عملية مباشرة في ميادين العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، داخل المملكة وخارجها. وقد أكسبته هذه التجارب معرفة واسعة ورؤية متقدّمة رغم صغر سنه، فأصبح من أبرز القيادات الشابة حضوراً وتأثيراً. ومع مرور الوقت، نضجت خبرات سموّه وتوسعت، فاعتمد عليه الملك سلمان في العديد من الملفات الحساسة، ليتدرج بعدها في مناصب مهمة: من مستشار في الديوان الملكي، إلى وزير للدفاع، ثم ولياً للعهد، ثم رئيساً لمجلس الوزراء. ومنذ ذلك الحين، بات سموّه يسابق الزمن في مشاريع التنمية والتحول الوطني، ليصبح رقماً صعباً في السياسة والاقتصاد على مستوى العالم. وإذا ما عدنا إلى جذور هذه الشخصية القيادية، نجد امتداداً لإرث المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي وحّد البلاد بالحكمة والتدرج، ناشراً العدل والأمن والتنمية في أرجاء المملكة منذ فتح الرياض عام 1319هـ حتى إعلان توحيد المملكة عام 1351هـ. وقد سار أبناؤه الملوك على هذا النهج حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان. أما اليوم، فقد أصبح الأمير محمد بن سلمان واجهة المملكة في مختلف المحافل الدولية. فقد زار العديد من دول العالم، وكل زيارة كانت تُضيف إلى رصيده السياسي والاقتصادي، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون. وزيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تأتي امتداداً للعلاقات التاريخية التي بدأت قبل نحو تسعة عقود بلقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت، وقد أسهمت هذه الزيارة في تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة والصناعة والدفاع والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توقيع صفقات مهمة، منها صفقة طائرات F-35، ورفع مستوى الاستثمارات المشتركة إلى ما يقارب التريليون دولار. ورغم الانشغال بملفات التنمية، لم يغفل سموّه عن القضايا العربية المحورية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكداً مواقفه الثابتة الداعية إلى حل الدولتين ورفض التطبيع غير المشروط. كما أسهم بدور بارز في رفع العقوبات عن سوريا، وعمل على دعم السودان منذ مؤتمر جدة، وصولاً إلى جعل أزمته ضمن الأولويات الدولية، ما كان له أثر واسع على المستوى الإقليمي والعالمي. عضو هيئة الصحفيين السعوديين