بطولة العرب المقامة حالياً في قطر، مثيرة في نتائجها، وغريبة في مستواها، فالمستوى الفني حتى الآن، لم يرتق للطموح، وإن ارتفع فهو لا يتجاوز الجيد إلى المتوسط، وربما يجد البعض العذر للمنتخبات، كونها لم تنته من الجولة الأولى، وكون المنتخبات العربية-الإفريقية لم تشارك بنجومها في هذه البطولة، ولكن نتائجياً، كانت الجولة الأولى مثيرة، وحدثت نتائج غير متوقعة، فالمنتخب الفلسطيني استطاع أن يتجاوز منتخب قطر الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره، وحقق ثلاث نقاط، كان يحتاجها هذا الشعب ليفرح، وفي المقابل، استطاع منتخب سوريا الانتصار على منتخب تونس، وهذه النتائج لم تكن متوقعة للمتابع العربي، فالفوارق الفنية لمصلحة منتخبي قطر وتونس واضحة وجلية، إلا أن كرة القدم دائماً تعطي من يعطيها داخل المستطيل الأخضر، غير معترفة بالفوارق قبل المباراة. بالنسبة لمنتخبنا، الذي شارك بكامل نجومه، فقد قدَّم مستوى جيداً أمام منتخب عمان في الجولة الأولى، واستطاع تجاوزه بثنائية مقابل هدف، بعد شوط أول لم يرتق للطموح من كلا المنتخبين، بينما تغيَّر مستوى المنتخب السعودي في الشوط الثاني، وقدَّم أداءً رائعاً، خاصة حينما تحرك أسطورة كرة القدم السعودية سالم الدوسري، الذي صنع الهدفين، وكان قاب قوسين أو أدنى من تسجيل الثالث. إعلان المنتخب السعودي ظهر أمام منتخب عمان، بمستوى طمأن من خلاله المشجعين خاصة الشوط الثاني، ولكنه يحتاج إلى الاستمرار، فأمامه غداً مباراة مهمة جداً، وتتشكَّل أهميتها في أن المنتخب الذي سيقابله هو منتخب المغرب، الذي يتصدر المجموعة بفارق هدف، ولذلك يفترض أن نتجاوز أسود الأطلس، لنتصدر المجموعة، وربما نعلن تأهلنا، في حال سارت نتيجة منتخبي عمان وجزر القمر لصالحنا. ملياراتنا صنعت الفارق بالتأكيد أن المبالغ التي صرفتها وتصرفها الدولة السعودية على المجال الرياضي تحديداً، شكلت فارقاً كبيراً لمنتخبنا وأنديتنا، ليس على المستوى العربي أو الآسيوي، إنما على النطاق العالمي، وأصبحت كرة القدم السعودية، تحتل مرتبة متقدمة، حتى أضحى الدوري السعودي واحداً من أهم عشر دوريات على الصعيد العالمي. إعلان هذا التطور الملحوظ، دليله مشاهد للعين المجردة، فالمنتخب السعودي استطاع أن يتأهل للمرة السابعة، والثالثة توالياً لكأس العالم، 2018 و2022 و2026، وعلى مستوى الأندية، فحدث ولا حرج، ويكفينا أن نستشهد بفريق الهلال وحده، والذي كان حاملاً لواء هذا التطور، فقد حقق دوري أبطال آسيا مرتين 2019 و 2021، وحقق وصافة العالم في كأس العالم للأندية في المغرب 2022، إضافة إلى ما قدمه خلال بطولة كأس العالم للأندية 2025، بعد أن تطورت أنظمة البطولة، بمشاركة 34 فريقاً، ليبرهن ممثلنا الهلال، على تطور الرياضة السعودية، من خلال تعادله مع ريال مدريد، وهزيمته لمانشستر سيتي، وتأهله لدور الثمانية، ليحقق المركز السابع على الصعيد العالمي، متقدِّماً على فرق أوروبية وعالمية عريقة، كما برهن فريق الأهلي على تطور رياضتنا من خلال تحقيقه دوري نخبة آسيا الموسم الماضي، فمن ذا الذي يشكك في تطور رياضتنا وتقدمها؟ إما أنه جاهل وغير متابع، أو حاقد، وفي كلتا الحالتين، مثل هؤلاء لا يُؤخذ برأيهم. هل وضع رينارد شماعة للخسارة؟ في المؤتمر الصحفي الذي سبق لقاء المنتخب السعودي والمنتخب العماني، أثار مدرب المنتخب السعودي نقطة كنا نؤكد عليها في العديد من المرات، بعد أن قال: «هناك رؤيتان مختلفتان، حول كرة القدم السعودية»، مؤكداً على أن ارتفاع عدد اللاعبين الأجانب في دوري روشن، يصب في مصلحة الفرق والدوري، بينما تواجد هذا العدد من اللاعبين الأجانب يضر المنتخب السعودي. هذا التصريح الذي تناقلته وسائل الإعلام العربية، نعتقد بأنه صحيح في مضمونه، ولكنه خاطئ في المكان والزمان، ولا نعلم كيف سيتعامل معه اتحاد كرة القدم، فرينارد يشتكي من قلة اللاعبين السعوديين الذين يلعبون في الدوري، فهل سبق وأن ناقش هذه النقطة مع المسؤولين؟ إن كان ناقشها ولم يوجد لها حل، فهذا خطأ اتحاد الكرة، وإن كان لم يناقشها، وصرَّح في المؤتمر، فقد أخطأ رينارد، وربما يريد وضع شماعة له في حال خسر البطولة العربية، التي تتشوَّق الجماهير الرياضية السعودية لتحقيقها، فقد طال الانتظار، وهنالك جيل لم يشاهد الأخضر بطلاً.