مع انتهاء العام تكون الخطة العشرية «صنع في الصين» قد انتهت بعد إن أعلنت كمبادرة في مايو 2015، وعليه يطرح سؤال هل نجحت هذه الاستراتيجية في تحقيق أهدافها؟ طيلة السنوات العشر الماضية التي لم تكن بالسنوات الهينة!!. تهدف مبادرة «صُنع في الصين 2025» إلى تعزيز الجودة والابتكار والإنتاجية وتكامل التصنيع والمعلوماتية. وقد حددت الصين في خطتها عشرة قطاعات للعمل على تطويرها هي: تكنولوجيا المعلومات، والروبوتات، ومعدات الطيران والفضاء، ومعدات الهندسة البحرية والسفن عالية التقنية، والنقل بالسكك الحديدية، ومركبات الطاقة الجديدة، والمعدات الكهربائية، والآلات الزراعية، والتكنولوجيا الحيوية، والأدوية، والأجهزة الطبية، والتقنيات الناشئة. في تحليل نشرته غرفة التجارة الامريكية في مايو من هذا العام لتقييم الخطة بعد عشر أعوام متكاملة، أشادت فيه بما حققته الصين من تقدم في هذا المجال، ففي مجال التكنولوجية على سبيل المثال، أوضح التقرير أن الشركات الصينية قطعت شوط كبيرة في سد الفجوة مع الشركات الأجنبية والتقدم نحو الريادة التكنولوجية، فقد ارتفعت حصة الصين جراء براءات الاختراع العالمية في معظم الصناعات، مع مكاسب ملحوظة في المركبات الكهربائية والمواد الجديدة والإلكترونيات والروبوتات، حيث نمت حصتها بأكثر من 4 نقاط مئوية. وفي مجال البحوث الأساسية، فإن إنتاج الصين ملحوظ بنفس القدر، حيث زادت حصتها من المنشورات العالمية الرائدة بمعدل 18 نقطة مئوية بين عامي 2015 و2023. وعلى الرغم من هذا التقدم السريع، لم تحقق الشركات الصينية التكافؤ بعد في العديد من قطاعات العشر المذكورة بحسب التحليل، حيث يتوقع 62٪ من الشركات الأجنبية التي شملها الاستطلاع أن منافسيها الصينيين سيلحقون بها في غضون 5 إلى 10 سنوات. يجب أن نعترف أنه رغم التقدم الهائل للصين إلا أن صناعتها لا تمتلك الجودة المطلوبة التي تجعلها تتقدم على المنافسة العالمية. غير أن ذلك لا يمنعنا في ذكر محاسن خطتها التي تجعلها اليوم قوة اقتصادية ضاربة، ففي عام 2023 قادت الصين الأبحاث العالمية في 37 من أصل 44 تقنية حيوية، وفقًا لمؤشر تتبع التقنيات الحيوية التابع للمعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجية، مما يُبرز كيف تُحقق الصين هدفها في التطوير المُبتكر. من بين هذه التقنيات الحيوية، تُظهر المواد النانوية، وتقنيات الجيلين الخامس والسادس، والتعلم الآلي، ومحركات الطائرات، والبطاريات الكهربائية، والتصنيع البيولوجي، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، والأنظمة ذاتية القيادة، قدرات مُحسّنة في العديد من القطاعات المُستهدفة. كم أنه وبالإضافة إلى القطاعات العشرة، ركزت الخطة الصينية على الأولويات الاستراتيجية التي شملت الابتكار في قطاع التصنيع، وتكامل المعلوماتية، والقدرات الصناعية، وبناء العلامات التجارية، والتصنيع الأخضر، والإنتاج الموجه نحو الخدمات، والعولمة. حتى وصلت اليوم الصين لتكون من الدول الرائدة في سباق الابتكار العالمي، مُظهرةً تقدمًا سريعًا في قدراتها الابتكارية في مجالات كالروبوتات، والطاقة النووية، والمركبات الكهربائية، والأدوية الحيوية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها. وفي تقرير عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» أكد فيه أن الصين حققت أفضل أداء بين جميع الاقتصادات الصناعية في قطاع التصنيع في الربع الأول من عام 2024، مسجلةً نموًا بنسبة 1.3%. ويتوقع تقرير آخر لليونيدو أن تستحوذ الصين على حصة 45% من الإنتاج الصناعي العالمي بحلول عام 2030، بينما من المتوقع أن تتقلص حصة الولايات المتحدة إلى 11%. أما فيما يتعلق بالعلامات التجارية الصينية فقد حققت تقدماً ملحوظاً في تحسين معايير الجودة والتوسع عالمياً. وقد برزت خمسون علامة تجارية صينية في تصنيف «أكثر 500 علامة تجارية تأثيرًا في العالم» الصادر عن مختبر العلامات التجارية العالمي عام 2024، و69 علامة تجارية في تقرير «أفضل 500 علامة تجارية عالمية لعام 2025» الصادر عن براند فاينانس. هذه الحقائق تشير إلى أن الصين حققت نجاحا ملحوظا في معظم أهدافها لعام 2025. وأن كل شيء ممكن في حال كنت تريد. hanamaki807@gmail.com