×
محافظة المنطقة الشرقية

عندما تتعارض المصالح..!

صورة الخبر

مصطلح «تعارض المصالح» يشير إلى الحالة التي تتقاطع فيها المصلحة الشخصية أو الخاصة للفرد مع مسؤوليته المهنية أو العامة، في هذا الموقف، قد تتأثر قدرة الشخص على اتخاذ قرارات موضوعية وعادلة بسبب مصالحه الخاصة. قد لا يكون هناك تعارض للمصالح ظاهر أو قد يكون غير مقصود، إنما هناك من يوجد مصالح تتعارض مع مصالح، ويظهر وكأنه لم يدرك الأمر، وهذا يجعل من الواقع انتهازا للمصالح وليس تعارضا، وهناك من يجعل من ذلك التعرض فرصة لتكوين مشاريع جديدة تصب في مصلحة المكان الذي ينتمي إليه، وهي وسيلة ذكية تعود بالفائدة وتغض الطرف عن سلبيات تلك العلاقة المبهمة، والتي لا يعرف لها قاعدة ثابتة تجعل من السيطرة عليها أمرا صعبا. على الرغم من سمعتها السلبية، فإن تعارض المصالح يمكن أن يكون محفزا للنزاهة والتطوير المؤسسي إذا تم الإفصاح عنه وإدارته بشكل فعال، الفوائد تكمن في تعزيز الشفافية، الصرامة الأخلاقية، الثقة المؤسسية، وتقديم فرص لتحسين السياسات والبنية التحتية للمساءلة داخل المؤسسات. الإدارة الذكية والحكيمة لتعارض المصالح تحول التحدي إلى فرصة لتعزيز الحكم المهني والثقافة المؤسسية الأخلاقية. تعارض المصالح ليس دائما أمرا مهما أو سلبيا بحد ذاته، لكن عدم إدراكه أو التعامل معه بطريقة صحيحة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة في النزاهة والعدالة، التعامل مع هذه الحالات بشفافية ووفق قواعد محددة يضمن اتخاذ قرارات عادلة وحماية سمعة الفرد والمؤسسة. في العصر الحالي الذي نتج عنه العديد من رواد الأعمال الذين يعملون في مؤسساتهم بالإضافة إلى أعمال أخرى تضمن لهم دخلا ثابتا واستقرارا وظيفيا أثناء سعيهم لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم يصبح تعارض المصالح أمرا حتميا لا مفر منه فما الحل..؟ مؤكد ليس الحل أن ندفع هؤلاء الشباب إلى ترك أحلامهم وطموحاتهم ولا أيضا ترك وظائفهم الحالية التي تشكل تهديد استقرار العائلة على مذهب (صاحب بالين كذاب) لأن الحياة تتطلب السعي والمثابرة بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية ومواكبة التغيير المحقق حتما. للموازنة بين العمل الشخصي ووجود وظيفة في مكان آخر مع تجنب تضارب المصالح، يمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات العملية التي تشمل: تحديد الأولويات بوضوح، وضع حدود واضحة بالفصل بين الأدوار، إدارة الوقت بذكاء، تجنب تضارب المصالح من خلال الشفافية المهنية، تطوير الوعي الشخصي، التواصل الواضح والمنتظم، المرونة والتقييم المستمر، مع الحرص الشديد أن لا يكون لتلك الاستراتيجية دور سلبي على جودة الحياة وتحقيق توازن فعلي. الخلاصة، هناك صائدو عثرات ينتشرون في أرجاء الشركات، وهم على أهبة الاستعداد لقنص الفرص التي تحقق إزاحة لوجودك، تعارض المصالح أسهل طريقة يستطيعون من خلالها تنبيه أصحاب القرار بضرورة الحذر منك، لتكن أذكى منهم واجعل نزاهتك تتحدث عنك عند رؤسائك، في النهاية أهدافك النظيفة ستأخذ طريقها. eman_bajunaid@