وإن تكُ غالتك المنايا وصرْفها فقد عشت محمود الخلائق والحلمِ الإنسان في هذه الحياة الدنيا يعمل ويجتهد، وكلٌّ ميسَّر لما خُلق له، ومن أولئك الأطباء الذين لهم دور فعال في علاج المرضى والتخفيف من آلامهم - بعد الله عز وجل - فهم يعملون ليل نهار، فقد أفنوا زهرة شبابهم في دراسة الطب والعمل في المجال الطبي. ومن هؤلاء الدكتور مشعل ابن الصديق عبدالله المشعل - رحمهم الله جميعاً - الذي توفي يوم الأحد 9-6-1447هـ وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العصر في جامع الشيخ عبدالله المهيني شمال الرياض ثم ووُرِيَ جثمانه الطاهر في مقبرة الشمال في أجواء حزن وأسى على فراقه، وذلك بعد معاناته مع المرض في السنوات الماضية حيث ظل صابراً محتسباً آخذاً بالأسباب حتى وافته المنية. وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ألفيت كلّ «وسيلة لا تنفعُ» لقد كانت ولادته في الرياض عام 1379هـ تقريباً ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة ثم التحق بثانوية اليمامة إلى أن تخرج منها عام 1397هـ، ثم التحق بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض وبعد تخرجه عمل طبيباً مقيماً بأقسام الباطنية بمستشفى الرياض المركزي حتى عام 1990م، ثم بعد ذلك سافر إلى ألمانيا والتحق بمستشفى جامعة كولون حيث عمل طبيباً مقيماً حتى حصل على شهادة الدكتوراه في أمراض الباطنة عام 1995م، وبعدها أكمل العمل بمستشفى جامعة كولون حتى حصل على الدكتوراه في أمراض القلب عام 1997م، وبعد ذلك عاد إلى أرض الوطن وعمل طبيباً أخصائياً في أمراض القلب بمجمع الرياض الطبي عام 2001م، كما حصل على درجة طبيب استشاري في أمراض القلب وترشح ليكون عضواً في الهيئة الطبية العامة بمنطقة الرياض، ثم عضواً في لجنة المخالفات الطبية بمنطقة الرياض ثم رئيساً للجنة الطبية، كما رشح عضواً في جمعية القلب الخليجية ممثلاً للمملكة العربية السعودية. وعمل نائباً للمدير العام للإدارة العامة للطوارئ بوزارة الصحة عام 2013، وبعدها عُين مديراً عاماً للإدارة العامة للمتابعة بوزارة الصحة ثم مديراً عاماً للهيئات الطبية والملحقيات الصحية خارج المملكة وذلك في عام 2014، كما اختير مستشاراً لنائب الوزير للشؤون الصحية بوزارة الصحة عام 2016. وقد قام بنشر بعض الكتب والبحوث الطبية، فحياة الدكتور «أبا محمد» - رحمه الله - حافلة بالجد والنشاط حيث وهبه اللّه الذكاء فاستغل ذلك في طلب العلم الطبي وقد نفع الله به كثيراً. تراهُ مِن الذكاءِ نحيل جسْمٍ عليـهِ مِـن توقـدهِ دليـلُ ولي مع الفقيد ذكريات جميلة ومع والده الأستاذ عبدالله - رحمهم الله جميعاً -، فوالده صديق طفولة وكذلك أعمامه الأستاذ عبدالعزيز والأستاذ ناصر - رحمهما الله -. ولا أنسى قبل أكثر من عشرين سنة حيث اتصلت للسلام عليه ولأخذ رأيه ومشورته في بعض الأعراض الطبية التي أشعر بها فألحّ علي بالحضور إلى مستشفى الرياض المركزي حيث كان يعمل هناك، ورتب لي زيارة مع مجموعة من الأطباء حيث قاموا بالفحص وعمل الأشعة والتحاليل ولم يفارقني حتى اطمان عليّ وأسدى إلى بعض النصائح ومن ضمنها المداومة على المشي وتجنب بعض الأطعمة وما زلت مستمراً على نصائحه - رحمه الله - فجزاه الله عني خير الجزاء. ولم يقتصر ذلك عليّ فقط بل كانت له بصمات إيجابية وأدوار إنسانية لكل من يقصده ممن يحتاج إلى رعاية طبية أو مشورة حيث يبذل قصارى جهده في خدمة المرضى ومتابعة حالاتهم. فاغرس من الفعل الجميل فضائلاً فإذا رحلت فإنها لا ترحلُ واشكر فضائل صنع الله إذ جُعلت إليك لا لك عند الناس حاجات كما سعدت بزيارة لنا في منزلنا بحريملاء وفاءً وتقديراً وإهدائي نسخة من كتابه الطبي “القلب محرب الكلمة». تغمد الله الدكتور مشعل بواسع رحمته وألهم عمه الأستاذ الفاضل عبدالعزيز وعمته أم ناصر الباتلي وابنه الدكتور محمد وابنته الدكتورة ريم وعقيلته أم محمد وإخوانه وأخواته الكرام وأسرة المشعل كافة الصبر والسلوان. هذا ثنائي بما أوليت من حسن لا زلت (عَوضَ) قرير العين محمودا *** - عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف