×
محافظة الريث

جازان.. سحر الطبيعة واعتدال المناخ

صورة الخبر

جازان ليست منطقة واحدة بل هي متباينة تجمع بين سحر الطبيعة وتنوع التضاريس واعتدال المناخ، ما يجعلها نموذجًا واعدًا في مسار السياحة المستدامة وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ومع خروج الشتاء ودخول الصيف تتحول بوصلة السياحة في جازان من السواحل والجزر والبيئة التهامية إلى المناطق والمرتفعات الجبلية في فيفا، والداير بني مالك، وهروب، والريث، والعارضة، التي تتجاوز قممها 2,400 متر عن سطح البحر. وعلى الرغم من أن موسم السياحة يرتفع شتاءً، فإن الصيف في المرتفعات الجبلية يتميز بمناخ معتدل، مع هطول أمطار متقطعة وأجواء ضبابية خلابة، ما يجعله مناسبًا لمحبي المناظر الطبيعية والبرودة النسبية مقارنة بالسواحل الحارة، وهذا التنوع الجغرافي يجعل من جازان وجهة متكاملة للسياح على مدار العام، إذ يجد فيها محبو البحر، وعشاق الجبال، وهواة الاستكشاف ضالتهم، وتقع شرق شمال جازان حيث تصل قمم بعض الجبال أعلاه إلى 2,400م، تغمرها الغابات الخضراء والأمطار الصيفية، وخاصة على قمم الجبل الأسود وجبل الشديد، وتضم هذه المرتفعات العديد من الأودية والشلالات، مثل وادي دفاء وآل تليد، التي توفر أماكن مثالية للتخييم والاستجمام الصيفي. ومن أبرز الوجهات الجبلية فيفا -جبل فيفا-، وفيفاء جار القمر وسيدة الجبال الواقعة في شرق منطقة جازان، ليست مجرد جبال، بل قصة حضارة تعانق السحاب، وتاريخ حيّ لا يزال يروي تفاصيله عبر مزارع البن، والأسواق الشعبية، واللهجة الفيفية الأصيلة، إنها نموذج حي للتنمية المستدامة في قلب الطبيعة وهي واحدة من أبرز الوجهات السياحية الجبلية في السعودية، حيث تمتاز بتضاريسها الفريدة التي تشكّل لوحة طبيعية آسرة، وتُعرف محليًا بلقب "جارة القمر". وتتكوّن المحافظة من سلسلة جبال دائرية ملتفة حول بعضها، تُشكّل ما يشبه القلعة الطبيعية، بارتفاعات تصل إلى أكثر من 1800 متر فوق سطح البحر، هذا الارتفاع يمنحها طقسًا معتدلًا صيفًا وباردًا شتاءً، مما يجعلها مقصدًا مثاليًا للسياحة في فصل الصيف. وتشكل المدرجات الزراعية سمة بارزة في جبال فيفاء، حيث يزرع السكان البن والنباتات العطرية مثل الريحان والكادي، وتعتبر الزراعة والنحل من أهم مقومات الجذب البيئي في المنطقة، إلى جانب الغابات الكثيفة مثل غابة الخوشين، أما على الصعيد السياحي، فتحتضن فيفاء عددًا من المواقع الجاذبة مثل قمة العبسية أعلى نقطة في فيفاء، وتوفّر إطلالات بانورامية على الجبال والوديان المحيطة، كذلك الحدائق المعلقة نتيجة براعة الأهالي في استغلال الانحدارات في الزراعة، أيضاً البيوت الحجرية التراثية، والتي تعكس الإرث المعماري الفريد للمنطقة، وجبل المنجد بمحافظة هروب يتميز بمنحدراته الخضراء ومدرجاته الزراعية الغنية، وهو ملاذ للحياة البرية الهادئة، وجبال الريث -محافظة الريث-، وتضم الجبل الأسود وجبال القهر ووادي لجب التي يحتويان على شلالات خلابة وانحدارات صخرية، وشعاب متناغمة مع النباتات البرية، مما يجعلها من أكثر المشاهد الطبيعة تأثيرًا، إلى جانب ينبوع مياه طبيعية يخرج من الصخور في شعبات الجبل، وخدمات متنقلة مثل بائعو النباتات العطرية والملابس التراثية التي تجدها في الأسواق الشعبية أو على الطرق السياحية. ويعد الجبل الأسود من أبرز الوجهات السياحية البيئية والجبلية ويسكن الضباب الجبل الأسود مما يشاهد السائح نفسه فوق هام السحب وبين طبيعة الجبال الخضراء، ويصل ارتفاع الجبل الأسود إلى 2600 متر عن سطح البحر، ويتميز بلونه الداكن الناتج عن الصخور البركانية القديمة الطبيعة الخضراء التي تكسو جبالها. وجبال القهر التي تعرف قديماً باسم جبال زهوان بتضاريسها الوعرة وتكويناتها الصخرية الحادة ذات الأشكال المتنوعة التي تدخل مع الغابات الكثيفة والوديان العميقة. هذه الطبيعة الجبلية الفريدة خلقت بيئة مثالية لمحبي المغامرات وتسلق الجبال والإبداع في التصوير الفوتوغرافي. ووادي لجب هو مغامرة بين الصخور والمياه في أحضان الجبال وهو تحفة جيولوجية وسياحية لا مثيل لها تتناغم فيها عراقة الجبال مع جريان المياه وسط شقوق صخرية شاهقة تتدفق المياه العذبة بين جوانبه طوال العام. ووادي لجب أصبح من أشهر المواقع السياحية في السعودية يقصده السياح، حيث يحتضن الوادي غطاء نباتي دائم الخضرة ويتضمن أشجار نادرة ونباتات استوائية. وجبال الداير بني مالك هي سحر البن وشموخ الجبال وسط سلسلة جبال السروات الشاهقة تغطي سفوحها غابات كثيفة ومدرجات زراعية حيث تنتج أشهر أنواع البن السعودي الفاخر في المملكة وتوجد بها البيوت الحجرية الأثرية المنية على قمم الجبال والمدرجات الزراعية التي تعكس براعة السكان في استغلال التضاريس. جبال محافظة هروب طبيعة جبال القهر