الجُنيفي: تقع قرية الجنيفي في إقليم سدير، على ضفاف وادي الفقي من الجهة الشرقية، عند الإحداثيات الجغرافية: خط العرض: (25.34.26.3) E وخط الطول: (45.38.31.5) N. وهي قرية ضاربة في القِدم، تُقابلها من الجهة الغربية بلدة العطار، ويفصل بينهما وادي الفقي، ويحدها من الشمال مقبلة وحوطة سدير، ومن الجنوب بلدة عودة سدير، أما من الشرق فتحدّها جبال الجنيفي التي تتشعّب منها عدة أودية وشعاب صغيرة. تُحيط بالقرية أسوار ومبانٍ قديمة، ولها ثلاثة أبواب رئيسة: (باب البر) من جهة الغرب، و(باب النقبة) من جهة الشمال، و(باب فيد هديب) من جهة الجنوب. وقد ورد ذكر قرية الجنيفي في عدد من كتب المؤرخين، وورد ذكرها في وثيقة ملك (الشارخية)، وهي من أقدم الوثائق بإقليم سدير، كتبها العلامة الشيخ سليمان بن علي (المتوفى عام 1079هـ)، قاضي سدير وبلدة العيينة، وهو جد الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب، ونقلها الشيخ أحمد المنقور، جاء في بداية الوثيقة ما نصه: «مضمونه أني رأيت سنة تبنان وثيقة صحيحة كتبها سليمان بن علي رحمه الله، بما حاصلها أن ربيعة ومانع العشري وقفا عقاراهما الآتي بينهما على أولادهما، والعقاران المذكوران أحدهما الذي في أسفل قرية الجنيفي المسمى بالشارخية .....»، مما يدل على قدم الاستيطان فيها. تضم القرية شواهد ومباني أثرية باقية إلى اليوم، منها: بيوت (عرّينه) وبئرها، مسجد (العقدة) ودلوه، وبيوت القرية القديمة، وساحة (قبّاصة) وبئرها التي كان يشرب منها أهالي البلدة. مسجد الجامع: يقع مسجد العقدة شرق قرية الجنيفي على الإحداثيات: خط العرض ( 25.34.26.3) E وخط الطول (45.38.31.5)N. ولا يُعرف تاريخ تأسيس هذا المسجد، إلا أنه من المساجد القديمة في المنطقة، وقد أُعيد ترميمه على طرازه المعماري القديم، وبقي شامخًا إلى يومنا هذا. يضم المسجد دلوًا في زاويته الجنوبية الشرقية، يُستقى منه، ويتصل به حويط فيه عدد من النخيل. وللمسجد ودلـوه أسبال ووصايا قديمة، حرص أئمة الجوامع على حفظها من الضياع، فكتبها الإمام علي بن ناصر بن سند إمام جامع جنوبية سدير سنة 1284هـ، خشية تلفها. وقد أثبت هذه الأسبال والوصايا عدد من قضاة سدير، منهم: الشيخ عثمان بن منصور (ت 1282هـ)، والشيخ عبدالعزيز بن حسن الفضلي (ت 1290هـ)، والشيخ حمد بن عبدالعزيز العوسجي (ت 1330هـ)، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العنقري (ت 1373هـ)، والشيخ سليمان بن عبيد السلمي (ت 1416هـ)، وآخرهم الشيخ علي بن سويد قاضي سدير (ت 1426هـ)، وكان مقره في الحوطة. وقد نقل هذه الوصايا عدد من أئمة الجوامع في سدير، من أبرزهم: 1 - أحمد بن محمد بن عبيد، إمام جامع الحوطة سنة 1318هـ. 2 - محمد بن عبدالله بن سماعيل، إمام جامع الحوطة سنة 1342هـ. 3 - أحمد بن عبدالعزيز بن سلمان، إمام جامع جلاجل، نقلها بأمر الشيخ العنقري سنة 1343ه.ـ 4 - صالح بن عبدالرحمن بن نصرالله، إمام جامع الحوطة سنة 1353هـ، وأضاف عليها بخطه. 5 - عبدالله بن فنتوخ، إمام جامع الروضة سنة 1353هـ. 6 - عبدالعزيز بن فنتوخ، إمام جامع الروضة سنة 1362هـ. 7 - عبدالعزيز بن عبدالله بن شايع، إمام جامع الجنيفي. 8 - عبدالمحسن بن بسام، إمام جامع الخطامة سنة 1353هـ. 9 - محمد بن ناصر بن مدلج، إمام جامع الجنوبية. 10 - وأخيرًا الشيخ إبراهيم بن عثمان بن هديب القدري، إمام جامع العطار، الذي نقلها سنة 1374هـ. وفي عام 1397هـ، بُني جامع جديد في الجهة الغربية من القرية، وانتقل إليه الأهالي، وتُقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة حتى يومنا هذا. أئمة جامع الجنيفي: 1 - عبدالعزيز بن مانع بن شارخ: ورد اسمه في وثائق قرية الجنيفي وبلدة العطار، وقد تولى الإمامة في جوامع البلدتين، يُرجح أنه وُلد في العطار في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة فيها، ثم انتقل إلى الدرعية لطلب العلم. وقد ورد ذكره في خطاب من الشيخ علي بن حسين قاضي الرياض عام 1266هـ إلى الشيخ المؤرخ عثمان بن عبدالله بن بشر، جاء فيه: «... سلّم لنا على عيالك وعبدالرحمن بن عبيد وعبدالعزيز بن عيبان وعبدالعزيز بن مانع، وخاصة الإخوان»، ويبدو أن المذكورين في هذا الخطاب من طلاب العلم الذين تتلمذوا على الشيخ يد الشيخ علي بن حسين أو لازموه. يُقدّر أنه تولى الإمامة في الجنيفي ما بين عامي 1239هـ و1243هـ، فيكون عاصر أمير البلدة ناجم بن منيع ثم الأمير ناجم بن حمد، وقد عُرف بخطه الجميل وله ختم، وترك كتابات يعود أقدمها إلى عام 1239هـ وآخرها إلى 1290هـ، وتوفي في أواخر القرن الثالث عشر تقريبًا. 2 - علي بن عبدالله بن علي بن حسن الوهيبي التميمي: ولد في العطار في الربع الأول من القرن الثالث عشر، ونشأ في كنف والده إمام مسجد (السفالة) ووالدته شما بنت ناجم بن حمد، تعلم على يد والده، وعلى يد إمام الجامع عبدالعزيز بن مانع، ثم على مشايخ إقليم سدير. تولى الإمامة والخطابة في جامع الجنيفي، وسكن في دار مسبلة للإمام. له من الأبناء: عبدالرحمن، ومحمد، وشما. 3 - عبدالرحمن بن علي بن عبدالله بن علي الوهيبي التميمي: وُلد في الجنيفي منتصف القرن الثالث عشر، وتعلم على يد والده. ثم انتقل إلى الرياض، وتلقى العلم على يد الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، ثم ابنه عبداللطيف، ولازمه في الدراسة ونسخ الكتب بخطه الجميل. تولى إمامة الجنيفي بعد والده، وتزوج من هيلة بنت حسن بن عبدالله، ولم يُرزق بالذرية. 4 - عبدالعزيز بن منصور: لم أجد له ترجمة، ويُرجح أنه من أسرة المنصور في العطار. عُرف من خلال وثيقة كتبها عثمان بن عبدالله بن عيبان، ربما في ثمانينات القرن الثالث عشر، جاء فيها أنه تولى الإمامة في الجنيفي لفترة زمنية. 5 - عبدالله بن عبدالعزيز بن فوزان بن حمد آل شايع: ولد في الشارخية بالجنيفي نحو سنة 1280هـ، ونشأ في بيت علم وصلاح. تعلم على يد إمام جامع الجنيفي عبدالرحمن بن علي بن عبدالله بن حسن، وتأهل مبكرًا للإمامة والتدريس. طلبه أهالي الجنيفي للإمامة فلبى طلبهم، وتولى الخطابة والتدريس، وكان بينه وبين الشيخ العنقري العديد من المراسلات، وكان الشيخ يكلفه بحل بعض الخصومات في البلدة، وفي البلدان المجاورة. تزوج من هيلة بنت عبدالمحسن السهو وأنجبت منه عبدالعزيز ولطيفة وهياء (معلمة القرآن في البلدة)، توفي رحمه الله عام 1340هـ متأثراً بإصابته بعد سقوطه من نخلة. 6 - عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز بن فوزان بن حمد آل شايع: وهو ابن المتقدم ترجمته، ولد في الجنيفي نحو سنة 1315هـ، وقرأ على والده حتى حفظ القرآن قبل سن البلوغ، ثم انتقل إلى الرياض ودرس على علماء أجلاء، أمثال: الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، وسعد بن عتيق، وحمد بن فارس، ومحمد بن إبراهيم. كما لازم الشيخ عبدالله العنقري، وله معه العديد من المراسلات. امتاز الشيخ بحب المطالعة والبحث, وحبب إليه جمع الكتب حتى صار لديه مكتبة حافلة بأمهات الكتب ونفائسها, خلف والده في إمامة مسجد الجامع في الجنيفي، وكان مرجعاً لأهل البلدة في شؤونهم الدينية، فهو إمام المسجد وخطيبه وهو المفتي والمرشد وكاتب الوثائق وعاقد الأنكحة. تزوج من هيا بنت حمد بن رميح ورزق بثلاث أبناء وبنت اسمها نورة, وأبناء الشيخ الذكور ماتوا في حياته صغاراَ بمرض الجدري, فاحتسبهم عند الله تعالى, ثم هو بعد ذلك لازمه مرض استمر به حتى توفي عام 1361هـ وله وصية مؤرخة في جمادى الأولى من نفس العام. 7 - ناصر بن عبدالمحسن بن ناصر بن زكري: من قبيلة بني زيد، ولد في العطار عام 1335هـ، ونشأ يتيمًا حيث توفي والده ووالدته (منيرة بنت فهد بن إبراهيم الفريح) وهو صغير، فكفله عمه. تلقى تعليمه الأولي في جامع العطار، ثم ذهب إلى الرياض لطلب العلم، لكن ورده خطاب من قاضي سدير يُفيده بطلب أهالي الجنيفي له للإمامة، فرجع وتولى الإمامة عام 1362هـ وبقي فيها إلى عام 1404هـ، وكان يكتب عقود البيع والشراء والوصايا، ومأذوناً للأنكحة. تزوج عدة مرات، وله أبناء وبنات. ولما افتتحت مدرسة العطار الابتدائية عام 1373هـ عمل مدرساً بها إلى أن أحيل للتقاعد، فخدم في التعليم 25 عامًا، وفي الإمامة 42 عامًا، ثم انتقل إلى الرياض حيث تولى إمامة مسجد الشدي بأم الحمام مدة ست سنوات. توفي رحمه الله عام 1412هـ. 8 - سعود بن عبدالرحمن بن حمد السلوم: وُلد في الجنيفي، وتلقى تعليمه فيها وفي حوطة سدير، تزوج من بنت عمه سعود بن حمد السلوم وأنجبت منه عدداً من الأبناء والبنات. عُيّن أميرًا لمركز الجنيفي عام 1392هـ بعد والده. بدأ متطوعًا في الخطابة حتى كُلّف رسميًا بإمامة الجامع عام 1409هـ، واستمر حتى وفاته يوم الأحد 19 رجب 1438هـ -رحمه الله-. وكلاء أسبال مسجد الجامع (الإمام، الصوام، المؤذن، الدلو): وهم: 1 - ناجم بن منيع سنة 1239هـ. 2 - ناجم بن حمد سنة 1242هـ. 3 - ناجم بن عبدالله 1263هـ. 4 - هديب بن محمد بن عبدالله بن منقور 1263هـ. 5 - عبدالله بن شايع 1339هـ. 6 - عبدالعزيز بن عبدالله بن شايع 1340هـ إلى 1361هـ. 7 - سليمان بن فايز. 8 - سعود بن حمد بن ناجم. 9 - سعود بن عبدالرحمن بن حمد السلوم. الدلاء: 1 - دلو مسجد الجامع: يقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المسجد الجامع، على الإحداثيات: خط العرض: (25.34.26.8) N وخط الطول: (45.38.32.8) E. وقد أُنشئ لخدمة المصلين في المسجد وأهل المزارع المجاورة له، ويتصل به حويط يحتوي على عدد من النخيل يُسقى من هذا الدلو. 2 - دلو (قباصة): يقع في وسط القرية، في ساحة البلدة، على الإحداثيات: خط العرض:(25.34.26.2) N وخط الطول: (45.38.31.6) E. وكان يُعد من أهم مصادر المياه لأهالي البيوت المطلة على الساحة. مسجد الأعلى: يقع في الجزء الشمالي من قرية الجنيفي، على الإحداثيات: خط العرض: ( 25.34.33.2) N وخط الطول: ) 45.38.26.8) E. ويقع المسجد على السكك الزراعية التي تخدم المزارع الواقعة في أطراف القرية، وهو من المساجد القديمة التي لا يُعرف تاريخ إنشائها على وجه التحديد، إلا أن اسمه ورد في عدد من الوثائق، وقد تم تعيين إمام رسمي للمسجد عام 1360هـ، بأمر من الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري قاضي سدير. الأئمة الذين تولوا إمامة مسجد الأعلى: 1 - محمد بن عبدالكريم بن حسن: تولى الإمامة في المسجد بتوجيه من الشيخ عبدالله العنقري عام 1360هـ. 2 - عبدالمغني بن محمد بن سليمان بن فايز 3 - سعود بن ناجم، تولى الإمامة والأذان في المسجد. مسجد الشارخية: يقع مسجد الشارخية في مزرعة الشارخية، بأسفل قرية الجنيفي، على الإحداثيات: خط العرض: (25.34.13.2) N وخط الطول: (45.38.42.2) E. ولا يُعرف تاريخ بنائه على وجه التحديد، غير أنه يُرجّح أن يكون قد شُيّد عام 1347هـ أو قبل ذلك بقليل. الإمام الذي تولى إمامة مسجد الشارخية: عبدالمحسن بن محمد بن إبراهيم بن حمد آل شايع. المراجع: 1 - وثائق وأوقاف ووصايا أهل الجنيفي. 2 - زودني الإخوة التالية أسماؤهم -جزاهم الله خيراً- ببعض المعلومات: - أمير بلدة الجنيفي سعود بن عبدالرحمن بن حمد السلوم رحمه الله، وقد جالسته كثيراً. - د. عبدالعزيز الشايع. - الأستاذ الشاعر عمر بن حمد بن ناجم. - الأستاذ عادل بن سعود السلوم. - الأستاذ عبدالمحسن بن ناصر بن عبدالمحسن الزكري. ** ** بقلم: خالد برغش بن عثمان البرغش - تمير