يمكن خفض ضغط الدم بفاعلية عبر دمج تمارين متساوية القياس في الروتين الرياضي، حيث أثبتت دراسات حديثة أن ذلك قد يفوق التمارين الهوائية التقليدية في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية. ويعتبر ارتفاع ضغط الدم مشكلة صحية شائعة تؤثر على أكثر من 1.28 مليار شخص في العالم، ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية إذا تُرك دون علاج. وعادة ما يُنصح بممارسة التمارين الهوائية مثل الركض وركوب الدراجات الهوائية لمدة 150 دقيقة أسبوعيا للمساعدة في ضبط ضغط الدم، لكن إحدى الدراسات العلمية أظهرت أن التمارين متساوية القياس قد تكون أكثر فاعلية. وتعتمد هذه التمارين على شد عضلات معينة في وضع ثابت دون حركة لفترات قصيرة تتراوح بين دقيقة ودقيقتين، مثل الاستناد على الحائط بوضعية القرفصاء المعروفة بـ”جلوس الحائط”، أو قبض اليد بقوة. وهذا الشد المستمر للعضلات يقلل مؤقتا من تدفق الدم إلى المنطقة المشدودة، وعندما تسترخي العضلات تتوسع الأوعية الدموية بشكل أكبر من المعتاد، وهو ما يحسن تدفق الدم ويخفض ضغطه لفترة طويلة بعد التمرين. وأظهرت دراسة شاملة قامت بتحليل 270 تجربة عشوائية ضمت حوالي 16000 شخص بالغ، أن تمارين متساوية القياس خفضت ضغط الدم الانقباضي بمقدار 8.24 ملم زئبق والانبساطي بمقدار 4 ملم، وهو تأثير مشابه لنتائج بعض أدوية خفض ضغط الدم. وفي المقابل كان تأثير التمارين الهوائية أقل بنسبة تقارب نصف هذا المقدار. وتتميز هذه التمارين أيضا بسهولة ممارستها ودمجها في الروتين اليومي، حيث أظهرت دراسة أخرى أن ممارسة 12 دقيقة من تمارين متساوية القياس 3 مرات أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا كانت كافية لتحقيق نتائج إيجابية وملموسة في خفض ضغط الدم. وبالرغم من أهمية التمارين الهوائية وتمارين المقاومة للحفاظ على صحة القلب وبناء العضلات، فإن إدخال تمارين متساوية القياس إلى جدول التمارين قد يساعد بشكل أكبر على التحكم في ضغط الدم، خاصة لمن يعانون من ارتفاعه أو لا يلاحظون تحسنا مع التمارين التقليدية. لذلك يُنصح الأشخاص بممارسة تمارين مثل “جلوس الحائط” والبلانك، التي تعتمد على شد العضلات في وضع ثابت لفترات قصيرة، لتعزيز صحة الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم بطريقة طبيعية وفعالة. والبلانك من أكثر التمارين الشائعة أثناء ممارسة الرياضة، وخاصةً إذا كان الشخص يرغب في الحصول على عضلات بطن بارزة أو تقوية عضلة القلب. وسُمي البلانك بالتمرين الكامل للجسم، ويعني إمساك الجسم بشكل مستقيم بعيدا عن الأرض، ويُشرك مجموعات عضلية متعددة في الوقت نفسه، وهو ما يجعله تمرينا فعالاً في تقوية صحة القلب. ويعمل البلانك على تحسين وضعية الوقوف أو الجلوس، أي أن يبقى الظهر مستقيما. ويعود ذلك إلى استهداف هذا التمرين للظهر ووضعية ممارسته الموازية للأرض. وعلى الرغم من أن الأمر قد لا يبدو كذلك، فإن تمرين البلانك طريقة رائعة لتمديد النصف السفلي من الجسم. ويؤدي الدخول في وضع الثبات إلى إطالة أوتار الركبة وكذلك أقواس القدم، وهو ما يجعل البلانك يمثل قوة مزدوجة وتمرينا ممتدا.