قال تبارك وتعالى: ﴿كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام﴾ وقال الله عز وجل: ﴿ولا تدع مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو كل شي هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون﴾ وقال الله جل شأنه وعز سلطانه: ﴿كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون﴾. وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أن لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم (أكثروا من ذكر هادم اللذات يعني الموت). إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في ذكر محاسن فضيلة الشيخ موسى العمري والذي وافاه الأجل بعد مسيرة حافلة بالعطاء والخير، قدّم خلالها الكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية في محافظة المخواة وضواحيها وكثير من مدن المملكة حرسها الله يلقي المحاضرات والندوات وفي اجتماعات جمعيات تحفيظ القران وهو من رجال التعليم وإمام وخطيب جامع القزه وكان لا يألو جهداً في الدعوة والتوجيه والإرشاد محتسباً وكان مثالًا للرجل الباذل في الصمت، الحاضر في كل ميدان للخير والعون وكان رحمه الله من الموحدين الدعاة إلى توحيد الله على بصيرة ويُذكِّر ويُرشدّ ويوجه ويصلح بل من أوائل المصلحين موفقاً مسدداً آخذاً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة) فكان له مواقف بارزة في إصلاح ذات البين رحمه الله تعالى. كان الشيخ موسى العمري رحمة الله عليه بارزاً في مجال الدعوة الاسلامية وكان له الدور البارز في توضيح بعض المفاهيم عن الدين الإسلامي. كان شيخنا وقور فيه الحلم والأنائة والحكمة والزهد والورع والصمت والتفكير في آيات الله ومخلوقاته والحيا والبر التام بوالديه فهو من ابوين كريمين فاضلين قدس الله روحه ونور ضريحه كان تقياً ورعاً عابداً ناسكاً بشوشاً خلوقاً وصولاً يحث ويذكرنا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)، كان يذكرنا حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)، كان رحمه الله يسدد ويقارب فريداً وموحداً يدعو إلى توحيد الله تعالى والإعتصام بكتاب الله وإلتزام سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمحافظة على الصلوات والذكر ويحث على الإتيان بالسنن والأوراد ويحذر من الشرك والبدع والخرافات، كان سهلاً ليناً يحث على الصدق والصيام والصدقة وبر الوالدين والصلة، كثير الدعاء والذكر، يحب جيرانه ويكره الإساءة إلى الآخرين والتجني على الأبرياء ويحب الصالحين، كان رحمه الله تعالى يحب فعل الخير والمعروف والبر والإحسان وينافس في فعل الخير والمسابقة عليه، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحب التفاهم والبسط في الحديث والمذاكرة يسارع في عمل الخير بأنواعه، ويبشر ولا ينفر ويحنو على الضعيف ويسعى في تحقيق طلب كل من يفد إليه بجاه أو مال أو شفاعة، ويحاول لمن يرتاده أن يرضيه بما يستطيع. وأحسبه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه). كان رحمه الله يحب أن يقف إلى جانب اليتيم والأرملة والمساكين ويساعدهم ويواسيهم ويحنو عليهم، يحب الصدق والوفاء والمناصحة والدعوة إلى الله تعالى ويبذل الرأي والمشورة فيه التواضع والحلم والآنائة والرفق والحياء والادب بل كان ممن يستشار فيشير فنعم الرأي. الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعان هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّة بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ كان ينصح ويرشد، متفائلاً بالخير دائماً موحداً تقياً ورعاً رحمه الله تعالى، كان وصولاً يزور المريض ويشيع الجنائز ويشمت العاطس ويواسي الفقير، كان رحمه الله في عون إخوانه بصفة عامة أخذاً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شـــاة تـموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حر يموت بـموته خـلق كثيـر قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات رحم الله أبا عبدالوهاب وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله جل وعلا أن يقدس روحه وينور ضريحه ويريه مقعده في الجنة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويجبر ما صاب اهل بيته وأولاده وإخوانه وأخواته الأفاضل وأن يجعل الخير والبركة والصلاح في ذريته واحفاده.