ودَّعت محافظة الرس عصر الأحد 19-12-1446هـ الشيخ الجليل: عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله الغفيلي -يرحمه الله- أحد رجالات الرس وأعيانها؛ حيث تمت الصلاة عليه في جامع الشايع بالرس وتم دفنه في مقبرة المحافظة، وفقد مثله بلاشك مصيبة عظيمة وخطب جلل لِما عُرف عنه من صفات الطيبة والخلق الرفيع وحسن التعامل والرفق والتيسير على الناس، إذ منذ نعومة أظفاره والكل يشيد ويثني على أفعاله وتعامله الرفيع مع القريب والبعيد، ومن عرفه ومن لم يعرفه ومن حضر جنازته وصلى عليها وشارك في الدفن يدرك مدى محبة الناس للإنسان من خلال كثرة حضور الجنازة والثناء على صاحبها من خلال جنازة العم الغالي :عبدالعزيز صاحب القلب الطيب والصفاء والنقاء والناس شهداء الله في أرضه. بكى عليه الجميع وشارك في جنازته جمع غفير من الناس، كان مجلسه عامرا بذكر الله وبزيارة الكثير له في منزله محبة وتقديرا له، وحقيقة الفقد الحقيقي فقد الأحبة ومن لهم مكانة عالية وبموتهم تفتقد أشياء كثيرة تذهب مع موت صاحبها، وصدق الشاعر عندما قال: لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد فذ يموت لموته خلق كثير لقد كان صاحب ذكر حسن وأعمال جليلة ظهرت بعضها وخفي الآخر من بر وصلة ومعروف وصدقة والتيسير على المعسرين، ناهيكم عن كرمه وبياض قلبه وطهارته، لست من يقول ذلك بل الكثير تحدث عنه وعن شخصيته وخلقه وما يتصف به من صفات جليلة جعلت الناس تحبه وتدعو له وتثني عليه في حياته وبعد مماته، وحيال هذه المصيبة التي حلت بأهل الرس قاطبة وبأقاربه من أبناء وأحفاد وذوي وكل من جاءه خبر وفاته خطب جلل أحزن القلوب، وأبكى العيون لكن عند قضاء الله وقدره لا نملك إلا التسليم والرضا والحمد والشكر وترديد قول الباري جل وعلا: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، ومهما كانت مكانة الشخص ودرجته بين الناس لا بد من الرحيل وترك الدنيا الفانية وهذه سنة الله في كل مخلوق: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ..}، والحمد لله الذي رزقه أبناء بررة يدعون له ويبرون به بعد مماته، كما بروا به وهو على قيد الحياة، أسأل الله جل وعلا أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويجعل ما أصابه كفارة وطهورا ويرزق أبناءه الصبر والسلوان، وعبر منبر «الجزيرة» الغالية أقدم عزائي ومواساتي لأبنائه وأقاربه وذويه، وكل محب له ولأهل الرس كافة، وأن يغفر المولى له ولجميع موتى المسلمين. ** ** صالح بن عبدالله الزرير التميمي - محافظة الرس