×
محافظة القطيف

مشاريع شبابية تحول "اللوز القطيفي" إلى عطور وأثاث وفنون

صورة الخبر

ابتكرت مجموعة من الكفاءات الوطنية الشابة في محافظة القطيف مساراً استثمارياً وفنياً غير مسبوق، محولين «شجرة اللوز القطيفي» من مجرد مصدر لفاكهة موسمية إلى قاعدة لصناعات تحويلية إبداعية. وشملت الصناعات إنتاج أول عطر محلي مستخلص من زهورها، وتصنيع قطع أثاث فاخرة، واستخلاص أصباغ طبيعية للفنون التشكيلية، وذلك ضمن مبادرة نوعية تهدف لتعزيز الهوية المحلية واستثمار الموارد الطبيعية المستدامة. وأوضحت المهندسة مريم العوى، المتحدثة باسم المبادرة التي أطلقتها جمعية التنمية الأهلية بالقطيف بالشراكة مع البلدية وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، أن الفريق نجح في تدشين «أول كرسي» مصنع بالكامل من خشب اللوز، لتوجيه رسالة عملية مفادها أن القيمة الاقتصادية لهذه الشجرة تتجاوز ثمارها لتشمل جذوعها وأوراقها كمواد خام لصناعات متعددة. وكشفت العوى عن إجراء أبحاث علمية دقيقة حول خصائص الشجرة لتقديمها للجهات الرسمية، بالتوازي مع نجاح تجارب فنية لافتة، حيث تمكنت الفنانة أفراح الجضر من استخلاص صبغة حمراء طبيعية من عصير اللوز واستخدامها في رسم لوحات تشكيلية، في سابقة هي الأولى من نوعها لتوظيف هذا المكون نباتياً في الفن. ابتكارات مختلفة من اللوز القطيفي وتنوعت الابتكارات لتشمل تحويل المخلفات الزراعية إلى تحف فنية، إذ نجحت الحرفية «كوثر» في تجميد أوراق الشجرة الحمراء داخل مادة «الرزن» لصناعة وحدات إضاءة جمالية، بينما حولت الفنانة حوراء العوى الأوراق المطحونة إلى عجينة ورقية صالحة للكتابة والرسم، مزينة بزخارف قطيفية تراثية. وفي قطاع الأزياء والمجوهرات، تمكن الفريق من صباغة الأقمشة بصبغة اللوز الأحمر لإنتاج درجات لونية وردية طبيعية، فيما صممت الفنانة إشراق العويوي حلياً ومجوهرات نحاسية استوحت نقوشها من تفاصيل الشجرة وثمارها، بالتزامن مع دراسات معمارية قدمها المعماري أحمد عبد العزيز حول توظيف ظلال الشجرة في التصميم الحضري. وعلى الصعيد الإنتاجي، أعلن جواد السلطان، أحد أبرز منتجي اللوز، عن نجاحه في إنتاج عطر «أجاويد» كأول عطر سعودي مستخلص من اللوز، حيث تم طرح 800 علبة هذا العام لاقت رواجاً واسعاً في المملكة والخليج، مشيراً إلى امتلاكه مزرعة نموذجية تضم 1300 شجرة وتنتج سنوياً أكثر من 5000 شتلة يتم توزيعها إقليمياً. وتوسعت الصناعات التحويلية لتشمل الجانب الغذائي المبتكر، حيث يتم إنتاج «صلم اللوز» «المكسرات» من نواة الثمرة، بالإضافة إلى صناعة الآيس كريم ومشروبات «السلاش» بنكهات اللوز الأحمر والأصفر، مما يعزز من العوائد الاقتصادية للمزارعين ويقلل من الهدر الغذائي للمحصول.