في الأسابيع الماضية، تابع المهتمون بالشأن البيشي والاقتصادي على وجه الخصوص في محافظة بــيـــشـــة قرارات تشكيل عدد من اللجان داخل الغرفة التجارية ؛ والتي تنوعت مسمياتها واختلفت مهامها، وتفاوتت الشخصيات التي تقودها. ظاهريًا، قد يبدو هذا التوجه علامة على حيوية الغرفة وسعيها لتوسيع نطاق عملها وتوزيع المهام على تخصصات دقيقة، وهو أمر محمود إذا ما وُضع ضمن خطة واضحة، بأهداف محددة، ومؤشرات أداء معلنة.(قبعة 🎩 صفراء ) لكن المراقب المتأمل لا يملك إلا أن يتوقف أمام كثرة اللجان، التي وإن كانت في ظاهرها توسيعًا للعمل المؤسسي، إلا أنها قد تكون مؤشرًا على غياب الأولويات، أو حتى محاولة لإرضاء الجميع دون رؤية استراتيجية واضحة. ( قبعة 🎩 سوداء ) العمل المؤسسي لا يقوم على كثرة التشكيلات، بل على جودة الإنجازات ما الفائدة من إنشاء تلك اللجان إذا لم تكن لديها خطط تشغيلية معلنة، وأهداف مرتبطة باحتياجات السوق المحلي، وجدول زمني للتنفيذ، وآلية لقياس الأثر؟ أعتقد أن الاستثمار الأمثل في اللجان يكون حين تُبنى لتخدم رؤية تنموية واضحة، ويُمنح أعضاؤها التدريب والتأهيل والدعم الإداري الكافي؛ كي لا تتحول تلك اللجان إلى ديكور إداري، أو مجالس مجاملة،. ( وهذا بعيد ) ولعل الأسطر التالية تمثل دور إيجابي لمن يتابع المشهد من بعيد ووقفة مراجعة، لا تهدف إلى التقليل من الجهود، بل إلى ترشيدها وتعظيم أثرها. لذا ؛ أقترح على القائمين على غرفة بيشة أن تُعلن للجمهور: • خطط كل لجنة. • مهامها الواضحة. • مشاريعها القابلة للقياس. • مع التزامها بتقرير دوري عن منجزاتها أو تعثرها.(قبعة 🎩 خضراء ). الشفافية هنا ليست ترفًا، بل ضرورة لضمان الفاعلية والمحاسبة ولا أصدق من رأي المستفيد ! أثق بغرفتنا التجارية التي تمتلك طاقات بشرية تمزج بين الخبرة والطموح ، ولكن الحاجة ملحّة لإدارة هذه الطاقات ضمن إطار استراتيجي، ينأى بها عن العشوائية، ويقودها نحو تحقيق التنمية الاقتصادية الحقيقية التي تليق بمحافظة بحجم بــيـــشـــة ( قبعة 🎩 زرقاء ) وفي الختام، أوجه رسالة تقدير واحترام إلى سعادة رئيس غرفة بــيـــشـــة التجارية، أخي الأكبر : الأستاذ جلوي بن محمد بن كركمان، الذي نعلم جميعًا رغبته الصادقة في خدمة بــيـــشـــة ، وحرصه الواضح على تطوير العمل المؤسسي داخل الغرفة ، كيف لا، وهو الإداري الخبير، الذي يحمل في سجله سنوات من العطاء والإنجاز في ميادين متعددة (قبعة 🎩 حمراء ). أثق أن هذه الأسطر ستجد لديه صدراً رحباً، وعقلاً منفتحًا، وإرادة حقيقية لتحويل هذه اللجان من تشكيلات إدارية إلى أدوات فاعلة تلامس احتياجات بــيـــشـــة وتخدم تطلعات رجال وسيدات الأعمال فيها. فالناقد الصادق ليس خصمًا، بل شريكٌ بناء، وسقف الطموح في هذه المحافظة العزيزة، لا يليق به إلا أن يكون عاليًا متمثلا مقولة -سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – ( عنان السماء طموحنا ).