محمد بن أحمد الشهري: انطلاقاً من واجبها التاريخي والوطني وتحقيقًا لمستهدفات الخطة العلمية للجمعية التاريخية السعودية فرع منطقة عسير، قامت الجمعية بتنظيم ملتقى تاريخي بمحافظة محايل عسير بتاريخ 7-8/ 5/ 1447هـ الموافق 29-30 أكتوبر2025م، برعاية سمو أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، وكان عنوان اللقاء (تهامة عسير في التاريخ والآثار)، ويأتي هذا اللقاء للتعريف بأهمية هذه المنطقة وتاريخها العريق وآثارها ضمن مناطق ومحافظات وطننا المملكة العربية السعودية. وقد حرص المنضمون لهذا الملتقى على إخراجه بأبهى حلة بدءً من استقبال ضيوف الملتقى في مطار أبها لمن وصل جواً ثم نقلهم بوسائل النقل إلى مقر سكن الضيوف بمحافظة بمحايل، وقد توافد لحضور الملتقى العديد من الشخصيات العلمية والأكاديمية وعدد من المختصين والمهتمين والباحثين من مختلف مناطق المملكة. وتم تدشين الملتقى بالمركز الحضاري بمحايل بحضور سعادة محافظ محايل عسير أ. محمد بن فلاح القرقاح نيابةً عن سمو أمير المنطقة، بحضور رئيس الجمعية السعودية د. سامي المخيزيم. شهد الملتقى ست جلسات علمية ثرية على مدار يومين قُدم خلالها (أربعةً وعشرون) ورقةً بحثية، تطرق فيها المشاركون للعديد من الموضوعات التاريخية عن تاريخ تهامة عسير. وقد صاحب الملتقى العديد من الفعاليات الثقافية والأمسيات التاريخية، فبعد نهاية جلسات اليوم الأول، بدأ البرنامج المسائي من الساعة الخامسة وحتى العاشرة وقام فيه ضيوف الملتقى بزيارة السوق الشعبي -سوق العسل، وزيارة متحف الشاعري، ثم أقامت بلدية محافظة محايل حفلاً للضيوف بالمركز الحضاري. وفي اليوم الثاني استمرت فعاليات الملتقى بطرح الأبحاث العلمية، وأقيم على هامش الملتقى معرض تراثي مصاحب شاركت فيه أكثر من 20 جهة تمثل تهامة عسير، عرضت خلاله صوراً ومقتنيات ومجسمات فنية تجسد الموروث الثقافي العريق للمنطقة. وفي ختام الملتقى قام رئيس الجمعية التاريخية بعسير د. حسن بن يحيى الشوكاني وعضو الجمعية د. علي بن صالح العمري بعرض أهم التوصيات التي توصل لها الملتقى ومنها: شكر وتقدير لمقام سمو أمير منطقة عسير على رعايته الكريمة لهذا الملتقى وسعادة محافظ محافظة محايل عسير على حضوره ودعمه لأعمال الملتقى، والجهات الأخرى المتعاونة مع الجمعية. والعمل على إقامة المزيد من الملتقيات والمؤتمرات العلمية المتخصصة في الدراسات التاريخية والآثارية في محافظات تهامة عسير، وتوجيه طلاب الدراسات العليا للاهتمام بها. والاهتمام بالتاريخ الشفهي في محافظات تهامة عسير، والإفادة من كبار السن والأسر العلمية في المنطقة، والسعي للتطوير المستمر لأليات العمل في الجمعية، وتنويع تخصصات العضوية بما يتواكب مع مجالات الدراسات البينية الحديثة، والتوصية بإقامة لقاء الجمعية التاريخية السعودية فرع عسير السادس بعنوان: محافظات شرق عسير في التاريخ والآثار. وبعد تناول الغداء في المركز الحضاري انطلق البرنامج المسائي والذي تمثل بزيارة الضيوف لمحافظة رجال ألمع وزيارة القرية التراثية. وفي ختام هذا الملتقى التاريخي شكر رئيس الجمعية التاريخية بعسير الضيوف والمشاركين في هذا الملتقى وتجشمهم عناء الحضور وأثنى على جهودهم ومشاركاتهم الفعالة والتي كان لها الأثر البارز في إنجاح هذا الملتقى.