×
محافظة رجال ألمع

التيهاني: اهتمام أدباء المنطقة بالمقالة دفعهم لطباعتها في كتب

صورة الخبر

أكد الشاعر والأكاديمي في جامعة الملك خالد أحمد بن عبدالله التيهاني أنّ المقالة في عسير بدأت بصدور جريدة «العسير» لصاحبها سعيد بن محمّد الغماز سنة 1342هـ،وأضاف في الورقة التي قدمها في ثلوثية الأديب الراحل محمد بن عبدالله الحميد تحت عنوان (المقالة في عسير.. النشأة والأثر) أنّ المؤرخين اعتمدوا تأريخاً متأخراً لكتابة المقالة في المنطقة ارتبط بالنشر الصحفي سنة 1371هـ، لأنهم نظروا إلى المقالة من حيث النضج الفنّي وسلامة الأساليب، فيما كانت جريدة «العسير» قد حوت العديد من المقالات، ومنها مقالة اقتصاديّة بعنوان (انحطاط التّجارة محتمل في البلاد العسيريّة)، ومقال بعنوان (افعلوا الخير تؤجرون) لكنها لم تخلُ من الأخطاء النحوية وضعف الرّبط بين الجمل. أوائل الكتّاب التيهاني ذكر أنّ الأديب والشّاعر عبدالله بن علي بن حميّد، كان من أوائل أدباء عسير الذين نشروا المقالة بجريدة البلاد السّعوديّة، وكانت مقالته الأولى حول الضّعف التّعليميّ في أبها، ما جعل أحد المعلّمين الأدباء، وهو الأديب المربّي محمّد أحمد أنور، يردّ عليه في الصّحيفة نفسها، وفي ذلك دليلٌ على التفاعل المبكّر، والحرص على الحوار. ولفت التيهاني إلى أنّ تلك البدايات كان لها الفضل في زيادة نشاط أدباء عسير في كتابة المقالة على اختلاف أنواعها الموضوعيّة من الاجتماعيّة، والذّاتيّة، والنّقديّة، وغيرها، وكانت جريدة البلاد السّعوديّة، ومجلّتا المنهل، واليمامة، أكثر المطبوعات استقطاباً لهؤلاء الكتّاب، فقد واصلَ عبدالله بن علي بن حميّد نشْرَ مقالاتِه في مجلّة اليمامة، ثمّ في صحيفة اليمامة عبر السّنوات اللاحقة وكان ابنه محمّد بن عبدالله الحميّد من الكتّاب البارزين في صحيفة اليمامة أيضاً، إذ نشر بها عبر سنوات صدورها 50 مقالة، كما نشر بها الشّاعر يحيى بن إبراهيم الألمعيّ 43 مقالة، وقد عمل مراسلاً لصحف متعدّدة، منها مندثرات، وفيها باقيات، مثل: اليمامة، وقريش، والرائد، والبلاد، والجزيرة، فيما كان نصيب الأديب حسين بن ظافر الأشْوَل، 29 مقالة، وهي أرقامٌ تدلّ على حماسة هؤلاء، وإقبالِهم على الفنّ المقاليّ، في تلك الفترة المبكّرة التي تمتدّ بين عامي 1372هـ، و1382هـ. وفي الفترة نفسِها، عُرفَ كتّابٌ آخرون، من أمثال هاشم بن سعيد النّعميّ، وعلي علوان، وسيف الألمعيّ، وسليمان محمّد عسيري، وأحمد التّرابيّ، وعبدالمعطي مانع، وأحمد بن إبراهيم مطاعن، وعلي بن حسن الشّهرانيّ. وأشار التيهاني إلى أنّ هذا النشاط لم يتوقف، بل واصل الكتّاب عطاءهم الكتابيّ بعد سنة 1380هـ، ليظهرَ إلى جانبهم كتّابٌ آخرون مقلّون، ومن هؤلاء إبراهيم البكريّ الذي نشرتْ له صحيفةُ اليمامة سنة 1379هـ مقالاً بعنوان (تهامة عسير.. بلاد رجال ألمع)، ومثله محمّد بن معتق البشريّ الذي نشر مقالين في الصّحيفة نفسها، سنة 1380هـ. كثرة المقالات وتعدّد الأسماء أشار التيهاني في ورقته إلى أنّ المقالات كثرت بعد عام 1380هـ، وتعدّدت أسماءُ كتّابها، وظهر - إلى جانب السّابقين - جيلٌ جديدٌ، كان أفرادُهُ يَجمعون بين العمل الصّحفيّ بوصفهم مُراسلين، وبين الكتابة المقاليّة بوصفهم أدباء، ومن هؤلاء عبدالله بن حسن الأسمريّ، وعلي بن حسن الأسمريّ، وتركي بن محمّد العسيريّ، وكانوا ينشرون مقالاتهم في مجلّة المنهل بين عامي 1387هـ، و1390هـ، وفيها كانوا يهتمّون بالمقالات الوصفيّة، إسهاماً في التعريف بجهاتهم التي لمّا تكن معروفة آنذاك؛ لقلّة أسباب الاتصال، وأنّ يحيى بن إبراهيم الألمعيّ كان أكثر كتّاب المقالة نشاطاً بين عامي 1380 و1390هـ، إذ كان ينشر مقالاتٍ حول الهموم الحياتيّة، والوظيفيّة، والأدبيّة، والحاجات التّنمويّة في منطقة عسير حينئذٍ، وله مقالاتٌ تاريخيّة، وجغرافيّة، وقد توزّعت مقالاته على صحف: «قريش»، و«الجزيرة»، و«النّدوة»، و«عكاظ»، و«البلاد»، ومجلّة اليمامة، وكانت له فيها زاويةٌ ثابتة اسمها (لمسات وهمسات)، ومن ذلك مقال حول الحاجات التّنمويّة، نشره سنة 1380هـ، بمجلّة اليمامة، وعنوانه (المنطقة المحرومة)، وهو يعني مسقط رأسه في محافظة رجال ألمع، ومقال حول مشكلات التّعليم، نشره في العام نفسه، بصحيفة النّدوة، وعنوانه (نحو سياسة تعليميّةٍ رشيدة)، إضافة إلى مقالات أدبية حول بعض الإصدارات الشعرية والأدبية الجديدة. أما العقد الأخير من القرن الـ14 الهجريّ فقد شهد ازدياد عدد الكتّاب، وتنوّعت الأساليب، ووجدَ الشّباب منافذَ أخرى للنّشْر، وصارت لبعضهم زوايا ثابتة في الصّحف، كأحمد عبدالله عسيري.