نوال بنت عمر العمودي الأمير محمد بن سلمان قال “همة السعوديين مثل جبل طويق.. ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض”. هذه الكلمات أصبحت شعاراً لقوة وعزيمة الشعب السعودي، حيث يشبّه سموه همة الشعب بجبل طويق الشامخ الذي لا ينكسر. يبدأ “جبل طويق” من رمال نفود الثويرات شمال محافظة الزلفي ويذهب مجنبًا حتى يندفن طرفه في الربع الخالي جنوبًا؛ أي بما تقدر مسافته بألف كيلو متر، وفيه وحوله خضراء اليمامة من نخيل وزروع ومدن وقرى وتسيل منه عشرات الأودية الكبار “وامتداده على شكل قوس أو “طوق” لأنه يطوّق ويحيط بمنطقة واسعة. وتركّزت معظم حواضر منطقة جنوب ووسط نجد تاريخيًا حول “جبل طويق” وعلى الأودية المنحدرة على جوانبه منذ العصر الجاهلي، ويسمى الجبل تاريخيًا بـ “جبل العارض”، أو “عارض اليمامة”، وظل هذا الاسم القديم معروفًا حتى العصور الحديثة، وعليه سميت بلاد العارض التي تشمل الرياض ومحافظاتها المحيطة بها مثل: ضرما والمزاحمية والدرعية والعيينة والجبيلة وسدوس وغيرها لوقوعها عليه، كما يشكل جبل طويق حاجزًا بين قرى سدير من الشرق وقرى الوشم من الغرب، ويحتل وادي البطين الجزء الغربي من سلسلة طويق الشامخة. ومن أبلغ الوصف لهذا الجبل الأشم هو قول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم: فأعرضت اليمامة واشمخرت، كأسياف بأيدي مصلتينا، وتابعه في العصر الحديث شاعر ومؤرخ اليمامة الشيخ عبدالله بن خميس في قوله: يا جاثمًا بالكبرياء تسربلا، هلّا ابتغيت مدى الزمان تحوّلًا، شاب الغراب وأنت جلد يافعًا، ما زعزعت منك الحوادث كاهلًا. شهرة اسم “طويق” جعلته يعيش في وجدان كل مواطن سعودي، فهو ليس صخورًا متراكمة، بل ذاكرة وطن تختزن معارك التوحيد، وهمسات القوافل التجارية، وأنفاس الرُّواد الذين حوّلوا الصحراء إلى ملحمة، وقد استلهم فأطلق على القصر الذي تملكه الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض، ويعد من أبرز الأماكن التي تقام فيها الندوات والمعارض الفنية والثقافية وحفلات الاستقبال الرسمية في العاصمة.