×
محافظة المنطقة الشرقية

حجم الإنفاق على المشاريع يبدد المخاوف من تراجع النفط

صورة الخبر

جرت العادة أو التقليد أحيانا أن الموظف عندما يتقاعد، أو اللاعب الرياضي عندما يعتزل يجري تكريمهما، فالمتقاعد قد يمنح شهادة تقدير، واللاعب قد تجرى مباراة على شرفه وينال دخل تلك المباراة، وهذه كلها عادات وتقاليد محمودة. ولم أعرف طوال حياتي أن شاعرا أو مبدعا ما قد اعتزل إلا إذا (اتكل على الله) أي مات -، غير أنني سمعت أن هناك شاعرا شعبيا في بلادنا قد اعتزل الشعر بطوعه، وهو لازال على قيد الحياة، فهل نضبت شاعريته إلى هذه الدرجة يا ترى حتى يتخذ ذلك القرار الخطير؟! غير أنه بيني وبينكم كان اعتزالا ولا كل الاعتزالات، له (شنة ورنة) تناقلتها الركبان ووسائل الاتصالات حتى وصلت إلى مسامعي فشنفت آذاني، ويا له من تشنيف. وإذا أردتم أن أشرككم معي في ذلك الحدث الفريد فاقرأوا التالي على شرط ألا تتحسروا -: في البداية: تكلف حفل التكريم وحده في حدود ثلاثمائة ألف ريال مع عشرة من (القعدان) أي الجمال أما الهدايا فقد وصلت إلى خمسة آلاف درع من قبيلته، وهذه تعتبر مجرد هدايا معنوية، أما المادية منها فهي على التوالي: سبع سيارات (جيوب) + سيارة (بنتلي) ، وثماني قطع أراض + فيلا) أما المبالغ المالية التي انكبت عليه من المتبرعين الذين وصل عددهم إلى (67) متبرعا، فقد وصل رقمها إلى (9,532,000) أي أقل من عشرة ملايين ريال (بشويه) ولكي أبرئ ضميري لا بد وان أعترف أن الشاعر كان فحلا حقيقيا، غير أن اختياره لتوقيت الاعتزال والطريقة التي جرت فيها كانت مبتكرة وغير مسبوقة حقا. وإنني من منبري هذا أدعو شعراءنا إلى الاعتزال الواحد تلو الآخر، إذا كانت هذه هي محصلة ونتيجة الاعتزال، فاعتزلوا تربت أيمانكم، الحقوا الركب لا عدمناكم، لا تصيروا (جحلط). ولكن مثلما قال الشاعر الشعبي: ما كل زول يعوض بزول / ولا كل الأزوال مملوحة. ولكي أكون صادقا معكم فقد حاولت مرارا أن أقرض وأطب في ميدانه الرائع دون جدوى، فخرجت منه ضاحكا على نفسي قبل أن يضحك الآخرون علي، وكنت أشبه ما أكون بذلك الشاعر الشعبي الفاشل الذي قال: (المواتر مواتر، والمطايا مطايا)، أو ذلك الشاعر الفصيح الغبي الذي قال: (كأننا والماء من حولنا / قوم جلوس حولهم ماء). ورحم الله المطرب (فوزي محسون) عندما كان يضرب على العود ويصدح: (سبحانه وصرتوا كبار، وصار ينقال لكم أشعار)، وكلما سمعت تلك الأغنية تتهدج عواطفي وأوداجي، متخيلا زورا وبهتانا أنني ذلك الشارع - أقصد ذلك الشاعر الذي جعل تلك (الفاتنة) تتكبر وتتغطرس، وليس هناك أروع من الفتاة المغناج التي تكون على تلك الشاكلة الشيطانية خصوصا إذا (لوت بوزها) -، ساعتها وبدون مبالغه (انذبح على غير قبلة)، وأصبح إنسانا سريع الاشتعال وسريع العطب. ولكن تدرون؟! (يا زيني ساكت) . نقلا عن عكاظ