أعاد المنتخب السعودي الأولمبي لكرة القدم، البسمة التي غابت كثيرا عن الرياضة السعودية، بتحقيقه منجزاً جديدا، عندما اعتلى عرش بطولة الخليج السابعة تحت 23 عاما، التي جرت في المنامة على حساب نظيره الكويتي 5/2. ولعب المدرب الوطني بندر الجعيثن دور البطل وقاد الأخضر الأولمبي لهذا اللقب، بعد أن تصدى للمهمة بديلا للبرازيلي لوتشو نيزو الذي تعذر حضوره لتولي المهمة جراء وعكة صحية ألمت بقلبه رغم تأهبه للسفر، ليتم إسناد دفة الأمور الفنية لطاقم فني سعودي عمل جاهداً حتى وصل الأخضر السعودي للأهداف المرسومة، عن ذلك يقول المدرب بندر الجعيثن لـ "الاقتصادية" "تسلمت تدريب المنتخب الأولمبي قبل بداية البطولة بفترة وجيزة لا تتجاوز الـ 15 يوما، قبل قبول المهمة، كنت متردداً لأنها صعبة للغاية، لكن شعرت بأن الوطن يحتاج إلى هذه التضحية وهي فرصة تحتاج إلى التحدي وروح المغامرة، لاسيما أن الوقت كان محرجاً للغاية لسبب واضح وهو أن كرة القدم تحتاج إلى برامج وإعداد خاص قبل فترة طويلة من أي بطولة". وحول الآلية التي استطاع بها تجاوز كل العقبات مع اللاعبين، أجاب: "الكرة السعودية في الأعوام الأخيرة لم تحقق أي إنجازات أو ألقاب، وهذه النقطة كانت هي الدافع الكبير للاعبين في البطولة إضافة إلى أنها أول مشاركة وطنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ما جعل الحماس والروح يتضاعفان لدى اللاعبين في مبارياتهم، علاوة على أن عدم الخسارة في المباريات الودية أمام منتخبي الكويت والإمارات جعلت الثقة تزداد لدى اللاعبين، من خلال الشعور بأنهم منتخب قوي قادر على تحقيق اللقب الخليجي ولا يوجد أمر يمنعهم من ذلك". في كل عمل توجد عقبات قد تحول بينه والنجاح والوصول للأهداف المرسومة، عن العقبات يقول الجعيثن: "أول العقبات التي واجهتنا هو عامل الوقت الذي كان منذ أول تدريب حتى أول مباراة في البطولة، لكن تجاوزنا ذلك بالعمل المميز والتفاني فيه حتى نستطيع الوصول لأكبر جاهزية ممكنة، إضافة إلى أن هناك عددا من اللاعبين القادرين على اللعب مع المنتخب الأولمبي لكنهم موجدون في المنتخب الأول أو أنهم من الركائز الأساسية في أنديتهم، لكننا زرعنا الثقة والشعور بالمسؤولية عند جميع اللاعبين ونجحنا في إعدادهم نفسياً قبل كل شيء". الجعيثن هو مدرب المنتخب السعودي للناشئين بشكل رسمي، لكن بعد تحقيقه للقب الخليجي بدأت المطالبات بتعيينه مدربا للأولمبي نظير ما قدمه من عمل فني، وعن رغبته الشخصية في الفترة المقبلة بين الناشئين والأولمبي، أجاب: "التدريب لا يختلف بين الأولمبي والناشئين وكلاهما في خدمة الوطن، لا يوجد لدي رغبة معينة أو تفضيل كل منتخب لديه مميزات ومغريات بالنسبة للمدرب، في الناشئين هناك صناعة للاعبين ويكون المدرب سعيداً في حال تطور أي لاعب أشرف على تدريبه، وهي فئة مهمة في تأسيس الكرة السعودية وولادة المواهب التي تخدم المنتخبات بكل درجاتها حتى الوصول للمنتخب الأول، أما المنتخب الأولمبي فإن الإنجازات التي تتحقق فيه مثل بطولة الخليج فإنها تنتج اللاعبين، وتجعلهم يبدأون مشوار تحقيق الألقاب، ما يعطيهم ثقة كبيرة مع أنديتهم وبالتالي يكون ذلك طريقاً للوصول للمنتخب الأول".