×
محافظة الرياض

علاقة «المملكة ومصر» أكبر من أي محاولة لتعكيرها.. والمملكة مستمرة في مكافحة الفكر الضال والتنظيمات المتطرفة

صورة الخبر

يحمل المخرج السعودي فيصل العتيبي كاميرته، ويذهب إلى الهند، ليحقق فيلمه «باركس... جدّي كان هنا» (2014، 45 دقيقة)، الذي عرضته قناة «الجزيرة الوثائقية» أخيراً. يحقق فيلماً وثائقياً متميزاً بموضوعه ومضمونه وشكله الفني. إنه يرحل إلى هناك باحثاً عن الهنود من أصول عربية، ليرى أحوالهم. من مدينة حيدر آباد، في الهند، التي يقول لنا وثائقي «باركس» أنها أضحت منذ أزمان «وجهة تاريخية للهجرات، ومحطة استقرار لكثير من الأقليات»، ينطلق العتيبي في رحلة بحث ذكية. هناك إلى المدينة التي «عبر إليها العرب البحر خلال فترات تاريخية، كان آخرها في نهاية القرن الثامن عشر»، يمضي. وفي حيدر آباد، حيث يعيش اليوم أكثر من 200 ألف مواطن من أصول عربية، يتوقف. عاش العرب في مملكة حيدر آباد، حتى انضمامها للهند، في عام 1948. كان لهم مقامات ومناصب ورتب عالية. وكانت لهم محبة خاصة، إذ كان ملك حيدر آباد (عثمان علي خان) يحبّ العرب، ويدنيهم منه، ويوظفهم في مناصب المملكة. وهذا كان مما شجعهم على الارتحال إلى تلك المملكة/ المدينة، فضلاً عن المناخ المعتدل (البارد)، وغلبة السكان المسلمين. يرصد وثائقي «باركس» تحولات وضع العرب في الهند، أو الهنود من أصل عربي، فيقول إنه بعد نهاية حكم «النظاميين» تحوّل العرب من الواجهة إلى الهامش، وواجهوا ظروفاً صعبة جداً. وأحمد الزهراني (هندي من أصول سعودية)، يتحدث عن هجرة عدد من العرب، عائدين إلى السعودية، أو غيرها من بلدانهم. ويذكر أن آخر ملوك حيدر آباد كان منح «بيوتاً خاصة» (خانة زاد) للعرب، في منطقة «كنكوتي»، أسكنهم، وأعالهم، وساعد الشباب والشابات على الزواج، كما لو أنها «دولة صغيرة». ذهب الملوك والمملكة في حيدر آباد، وبقي من الحراس العرب من يتذكر بعض التفاصيل. ويكاد الفيلم لا يترك تفصيلاً لا يقوله مستعيناً باللقاءات، والتعليق الصوتي، وجولة الكاميرا في المكان، فضلاً عن الصور الفوتوغرافية واللوحات. يخبرنا العتيبي عبر فيلمه أن «باركس»، المدينة العربية الصغيرة، كما يسميها الهنود، استمدت اسمها من الثكنات العسكرية (الباركسات) التي أنشأها العرب عندما كانوا حراساً للملوك في الهند، وعاشوا فيها معزولين ثقافياً واجتماعياً عن بقية مكونات المجتمع الهندي. ولكن بعد استقلال الهند، جرى اندماج، وتعايش، إذ أصبحت حيدر آباد نموذجاً لتعايش الأديان. وإذا كان العرب «يتصرفون ويتعاملون باندفاع، وبعد ذلك يفكرون»، كما تقول د. فينوديني، فإن الواقع يقول إن المسجد إلى جانب المعبد. يتوقف الوثائقي عند الزواج على الطريقة الهندية، المتشابهة بين المسلمين والهندوس، ويتأمل في أحوال الهنود العرب، في بحث على مقدار من المهارة والأهمية، فالكلام هنا عن مجموعات بشرية، وليس عن أفراد.